وتوفي «محمد الفايد» قبل عام، وظهرت الاتِّهامات ضدَّه بعد التحقيقات الصحفية التي أُجريت من أجل فيلم وثائقي و"بودكاست" لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، المناهضة لكل شيء له صلة بالإسلام: كانت جميع النساء المعنيات موظَّفات في متجر مُتعدِّد الأقسام، وقُلن إنَّهن تعرَّضن للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي من قبل «الفايد» في ممتلكاته في "لندن" و"باريس"، ولكن أيضًا في "سان تروبيه" و"أبو ظبي".
وخلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة، وصف «دين أرمسترونغ»، المحامي الذي يمثل الضحايا المزعومات، «الفايد» بأنَّه "مفترس جنسي" مسؤول عن ارتكاب "انتهاكات مُمَنهجة" على مدى 25 عامًا. ووفقًا للشهادات التي جُمعت، فإنَّ إدارة "هارودس" لم تفشل في التدُّخل فحسب، بل قامت أيضًا بالتغطية على الاتِّهامات الموجهة إليه.
وُلد «محمد الفايد» في الإسكندرية بمصر، ووصل إلى المملكة المتَّحدة في السبعينيات، بعد أن أسَّس مجموعة تجارية ثرية في الداخل وفي الشرق الأوسط. وبالإضافة إلى كونه مالك متجر "هارودس" الذي استحوذ عليه عام 1985، كان يمتلك فندق "ريتز" الفاخر الشهير في باريس ونادي "فولهام" لكرة القدم. في البداية، كانت هناك خمس نساء اتَّهمنه بالاغتصاب والاعتداء الجنسي: بعد إطلاق بودكاست بشأن «الفايد»: "بريداتور في هارودس"، اتَّصلت موظَّفان سابقات أخريان بهيئة الإذاعة البريطانية يوم الخميس للإبلاغ عن مزاعم مماثلة.
قالت بعض الموظَّفات السابقات إنَّ «الفايد» كان يتجوَّل بانتظام في طوابق المتاجر الكبرى بحثًا عن شابات لتوظيفهن كمساعدات له. وقالت إحداهن، التي تحدَّثت من دون الكشف عن هويتها، إنَّها تعرَّضت للاغتصاب في متجر "هارودس" في لندن عندما كانت مراهِقة (علامة استفهام عن عمر هذه المرأة التي أشارتث إلى فترة المراهقة، كم كان عمرها آنذاك؟). وقالت أخرى عرَّفت بإسمها الأول فقط، «صوفيا»، مساعدته الشخصية بين عامي 1988 و1991، إن «الفايد» حاول اغتصابها في مناسبات متعددة. وقالت أخرى جرى تحديدها بالإسم الوهمي «راشيل»، التي كانت هي نفسها مساعدة شخصية في التسعينيات، إنَّها تعرَّضت للاغتصاب في شُقَّته الفاخرة بالقرب من "هايد بارك" (ما الغرض من ذهابها إلى شقَّته الفاخرة؟).
في المجموع، قالت 13 امرأة إنَّهنَّ تعرَّضن لاعتداء جنسي من قبل «الفايد» في شقَّته في لندن. وتقول 4 منهن إنَّهنَّ تعرَّضن للاغتصاب.
وقالت 9 نساء أخريات إنَّهنَّ تعرَّضن للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي في ممتلكاته في باريس، بما في ذلك فندق "ريتز". وبين هؤلاء «جيما» التي كانت مساعدته الشخصية بين عامي 2007 و2009: بحسب روايتها، فإنَّ «الفايد» اغتصبها في "فيلَّا وِندسور" في باريس، حيث عاش الملك السابق «إدوارد الثامن» مع زوجته «واليس سيمبسون» بعد التنازل عن العرش.
وكانت بعض النساء اللَّاتي اتَّهمن «الفايد» حاضرات في المؤتمر الصحفي يوم الجمعة، بينما كانت أخريات، كما أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية، خائفات من إظهار أنفسهنَّ علنًا. وُصِف مالك هارودز السابق، الذي توفي عن عمر يناهز 94 عامًا، بأنَّه "متلاعبُُ عظيمُُ": قالت «ناتاشا»، إحدى النساء اللَّاتي اتَّهمنه بالاعتداء عليهن جنسيًا، إن «الفايد» هدَّدها أيضًا لإقناعها بعدم قول أي شيء.
وقال المالكون الجدد لمتاجر "هارودس"، الذين استحوذوا على الشركة في عام 2010، إنَّهم "شعروا بالرُّعب التام" من هذه المزاعم، وأضافوا أنَّهم وضعوا بالفعل خُطَّة لتعويض مُعظم الموظَّفات السابقات اللَّاتي يُثبَت تعرُّضهن لاعتدء ات جنسية لها علاقة وثيقة بـ "هارودس"، اللاوتي تواصلن مع الشركة في عام 2023. ومع ذلك، وفقًا لـ «أرمسترونغ»، لا يُستبعَد أنَّ إدارة الشركة كانت على علم بوجود شائعات عن اتِّهامات ضد «الفايد» منذ عقود. ورفعت بعض النساء المتورطات إجراءات قانونية ضد ورثة الرجل.