الأوَّل يتمثَّل في تجنُّب أي جُهد للأطفال. وتأثيرات هذا موجودة ليراها الجميع: الأطفال في عربات الأطفال حتى سن 3 أو 4 سنوات، الذين لا يرتدون ملابسهم في سن الخامسة أو الذين لا يقطعون الطعام في طبقهم في سن العاشرة. أما الثاني فهو أكثر أهمية وخطورة. إنها تلك التي يحوِّل فيها الآباء أنفسهم إلى "سكرتير" لـ طفلهم، ويذكِّرونه باستمرار بالتزامات اليوم المختلفة، من المدرسة إلى صالة الألعاب الرياضية، وحتَّى إلى الاستحمام المسائي.
في كلتا الحالتين، يُصنَع من الطفل اتِّكاليًا. أولاً لأنَّه كما لو قيل له: “أنت غير قادر، سأعتني بالأمر محلَّك”. ثم لأنَّه تُحسِّسه دائما بأنَّه مراقَب، وهذا يولد لديه "فقدان الثقة في النَّفس" ويمنعه من تجريب أي محاولة لبلوغ هدف وضعه لنفسه.
إذا كنا نحبُّ أطفالنا، علينا أن نرجع خطوة إلى الوراء: في الرابعة نسمح لهم باستخدام السكِّين على الطاولة، وفي الخامسة نسمح لهم بارتداء ملابسهم، وفي السادسة نسمح لهم بالذهاب إلى الحمَّام من دوننا. لا يحتاج الأطفال إلى خادمات أو خدم، بل إلى أمَّهات وآباء قادرين على وضع الإجراءت الصحيحة لجعلهم تدريجيًا أكثر استقلالية. في عبارة مقتضبة: المغامرة درس والثقة في النفس مُحرِّكها.