الإيطالية نيوز، الثلاثاء 3 سبتمبر 2024 - وصل «فلاديمير بوتين» مساء الإثنين إلى منغوليا في زيارة رسمية: هذه هي الرحلة الأولى للرئيس الروسي إلى بلد يخضع لسلطة المحكمة الجنائية الدولية، وهي المحكمة التي أصدرت في مارس 2023 مُذكِّرة اعتقال بحق «بوتين» بتهمة إعطاء أوامر تنفيذ جرائم حرب في أوكرانيا، ولا سيما فيما يتعلق بالنقل القسري لقاصرين أوكرانيين في روسيا.
«بوتين»، كما كان متوقَّعا، لم يتم القبض عليه. وبالفعل سيشارك اليوم الثلاثاء في مختلف المناسبات الرسمية.
منغوليا هي واحدة من 124 دولة صدقت على نظام روما الأساسي الذي يعترف باختصاص المحكمة (روسيا والصين والولايات المتحدة لم تفعل ذلك). كما تم مؤخَّراً انتخاب القاضي المنغولي الأول للمحكمة، «إردينبالسورين دامدين».
وقبل الرحلة، كانت المحكمة نفسها قد كرَّرت للحكومة المنغولية وجوب اعتقال «بوتين»، لكن النظام الروسي حصل على تطمينات وبالتالي لم يلغي الزيارة.
تعتمد منغوليا بشكل كبير على روسيا، حيث تشترك معها في حدود بطول 3500 كيلومتر: تقريبا كل النفط والغاز الذي تحتاجه يأتي من روسيا. الحزب الموجود في الحكومة حاليًا، حزب الشعب المنغولي، كان يُطلق عليه اسم الحزب الثوري الشعبي المنغولي حتى عام 1990، وقد حكم البلاد بطريقة مطلقة منذ عام 1924، تحت تأثير قوي من الاتحاد السوفيتي.
العلاقات مع روسيا دفعت منغوليا إلى موقف الحياد الرسمي فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا. يبلغ عدد سكان البلاد ما يزيد قليلاً عن 3 ملايين نسمة وتتحرك في توازن صعب بين القوتين المتجاورتين: هناك أيضاً ضغوط قوية من الصين، التي هي في الواقع سوق التصدير الوحيد لها. وعلى الرغم من محاولات الانفتاح على الدول الغربية (تلقت منغوليا زيارات رسمية من الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» ووزير الخارجية الأميركي «أنتوني بلينكن»)، فإن العلاقات مع الدول المجاورة تظل أكثر أهمية.
والسبب الرسمي لزيارة «بوتين» هو الاحتفالات بالذكرى الخامسة والثمانين لانتصار الجيشين المنغولي والسوفيتي على قوات الغزو اليابانية عام 1939، في معركة "خالخين غول". وكان في استقبال «بوتين» لدى وصوله حارس عسكري وتم رفع العديد من الأعلام الروسية في العاصمة "أولانباتار".
كما منعت الشرطة احتجاج مجموعة صغيرة من الناشطين من جماعة "لا للحرب" الذين حاولوا رفع العلم الأوكراني أثناء مرور موكب سيارات الرئيس الروسي.