الإيطالية نيوز، الخميس 8 أغسطس 2024 - تبحث الشرطة الإقليمية الكتالونية "موسوس دي إسكوادرا" منذ ساعات عن «كارليس بودجمونت» (Carles Puigdemont)، حاكم إقليم كتالونيا السابق الذي ظهر في الإقليم الإسباني صباح الخميس بعد سبع سنوات من فراره إلى الخارج. ويواجه «بودجمون» خطر الاعتقال في إسبانيا بسبب مشاركته في تنظيم استفتاء عام 2017 من أجل الاستقلال عن إسبانيا، والذي اعتبرته السلطات الإسبانية غير قانوني.
ورغم أنَّ البرلمان الإسباني وافق في مايو على قانون عفو يشمل جميع المشاركين في عملية الاستقلال، إلَّا أنَّ المحكمة العليا الإسبانية قرَّرت بشكل مختلف بالنسبة له: حُرِم من العفو لأنَّه يدَّعي أنَّ القانون لا ينطبق على إحدى الجرائم المتَّهم بها وهي اختلاس الأموال العامة.
وكان «بودجمون» قد نظَّم مسيرة في التاسعة من صباح اليوم في برشلونة، رحَّب به المئات من أنصار حزبه (يونتس، حزب استقلال يمين الوسط)، لكنَّه اختفى بعد ذلك وشنَّت الشرطة الإسبانية المحلية عملية واسعة النطاق للبحث عنه منظمة العديد من نقاط التفتيش في جميع الطرق الرئيسية لإقليم كاتالونيا. وجرى تعليق العملية في وقت متأخِّر من بعد الظهر.
وظهر «بودجمون» بالقرب من مقرِّ البرلمان الكاتالوني، قبل ساعة من بدء أعمال التصويت على الثقة في الحكومة الجديدة. وكان ينبغي أن يشارك في التصويت، كعضو في البرلمان الكاتالوني، ولكن بعد ذلك لم يكن هناك أي أخبار أخرى عنه. وبحسب الصحف الإسبانية، فإنَّ «بودجمون» كان يستقلُّ سيارة بيضاء، لكن من غير المعروف في أي اِتِّجاه. في الصباح، قالت "موسسوس ذىسقوادرا" إنَّها ألقت القبض على أحد عناصرها لتورُّطه المزعوم في هروب زعيم "خونتس". وبحسب "إل بايّيس"، فإنَّ الضابط المعتقَل هو صاحب السيارة التي استخدمها «بودجمون» للهروب. وفي وقت متأخِّر من بعد الظهر، أعلنوا أنهم ألقوا القبض على ضابط ثانٍ: وهو متَّهم بمساعدة «بودجمون» على الهروب، لكن ليس من الواضح بعد ما هو الدور الذي لعبه.
وبعد وصوله إلى برشلونة، ألقى «بودجمون» كلمة أمام أنصاره، وقرَّرت الشرطة عدم اعتقاله على الأقل حتَّى نهاية المسيرة. وقال: “رغم كل المحاولات التي حاولوا بها إضعافنا، جئت اليوم إلى هنا لأذكِّرهم بأنَّنا لا نزال هنا، لأنَّ الاستسلام عندنا ممنوع. إن حق تقرير المصير مِلْكُُ للشعب، وهو حقُُّ جماعيُُ. ولا ينبغي لنا أن ننخدع: فإجراء الاستفتاء ليس جريمة ولن يُشكِّل جريمة على الإطلاق.”
لقد مرت سبع سنوات منذ أن صوت 2،3 مليون شخص"، خلال المسيرة التي نشر مقطع فيديو لها على موقع إنستغرام في وقت متأخر من بعد الظهر، بعد عدة ساعات من هروبه. جرى تنظيم استفتاء عام 2017 من دون اتِّفاقيات مع الحكومة الإسبانية، ولم يُعترَف به دوليًا على الإطلاق.
حضر خطاب «بودجمون» ما يقرب من 3500 من أنصاره. وبعد الخطاب اندلعت اشتباكات متفرِّقة مع الشرطة المحلية، عندما حاول بعض الأشخاص اختراق الحصار الأمني ودخول الحديقة التي يقع فيها مبنى البرلمان. وبعد الاشتباكات جرى إنقاذ 22 شخصا، لكن لم يكن من الضروري نقلهم إلى المستشفى لأنَّ إصاباتهم كانت طفيفة.