وقال بعض الشهود لـ "رويترز" إنَّ الدبَّابات الإسرائيلية دخلت على حين غرَّة إلى وسط مدينة "خان يونس" في الجزء الجنوبي من القطاع، حيث بدأت عملية برِّية جديدة قبل نحو عشرين يوما: قالت السُّلطات الصحية المحلِّية إن 11 شخصًا على الأقل قُتلوا. وأدَّى قصف إسرائيلي في "دير البلح"، وهي مدينة تقع وسط القطاع حيث يوجد مخيَّم كبير أخر للاجئين، إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل لجأوا إلى إحدى المدارس.
كما استشهد، الأربعاء، المصور الصحفي الفلسطيني «محمد عبد ربه» وشقيقته، في قصف أخر على "مخيَّم النصيرات" للاجئين.
وشنَّ الجيش الإسرائيلي، خلال الليل بين الثلاثاء والأربعاء، عملية عسكرية واسعة النطاق في أربع مدن بالضفة الغربية، وهي المنطقة التي يقول المجتمع الدولي إنها مملوكة للفلسطينيين ولكنها لا تزال إلى حد كبير تحت سيطرة المستعمر الإسرائيلي. وتركَّزت العملية على مخيَّمات اللاجئين في المدينة ولم تنته بعد: وقالت إسرائيل إنَّها قد تستمر عدَّة أيام.
وتُقارن عدَّة صُحف هذه العملية بالعمليات واسعة النطاق التي نفَّذتها إسرائيل قبل نحو عشرين عاما خلال الانتفاضة الثانية، أي الانتفاضة الجماهيرية الثانية للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. وكتبت "الجزيرة" أنَّ الجيش الإسرائيلي نشر مئات الجنود، فضلا عن طائرات من دون طيَّار وعربات مُدرَّعة، وقالت مراسلتها «نداء إبراهيم» إنَّ الجيش وصف لها العملية بأنَّها الأكبر في الضفة الغربية منذ عام 2002.
وأصدر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، بيانًا قال فيه إنَّ العملية تهدف إلى مواجهة "الأنشطة الإرهابية" في الضفة الغربية، وإنَّه جرى مهاجمة أربع مدن على الأقل في وقت واحد: "جِنين"، "طولكرم"، "نابلس"، "طوباس". وقال الجيش إنَّ تسعة فلسطينيين ادَّعى إنَّهم "إرهابيين مسلَّحين" قُتلوا في العملية:استشهدل ثلاثة في غارة جوية في "جنين"، واثنان أخران في عملية برية في "جنين" أيضًا، وأربعة في غارة جوية في "طوباس". وقالت حماس بعد ظُهر الأربعاء إنَّ ستة من مقاتليها استُشهدوا في العملية. وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، استُشهد ما لا يقل عن 10 أشخاص في العملية.