الإيطالية نيوز، الخميس 22 أغسطس 2024 - بين الإصلاحات التي تتعلق بمنح أو المواطنة (الجنسية الإيطالية) للأجانب المقيمين في إيطاليا، الأكثر مناقشة في الوقت الحالي هو ما يُسمَّى "يوس اسكولايِي" (Ius Scholae)، الذي يسمح لأولئك الذين أكملوا دورة من الدراسات في إيطاليا بأن يُصبحوا مواطنين إيطاليين. والسبب هو أن الافتتاح جاء من حزب "فورتسا إيطاليا" و«أنطونيو تاياني»، في حين أن حزبي "ليغا" و"افراتيلِّي دي إيطاليا" يعارضان ذلك بالتأكيد.
الأغلبية في إيطاليا تقترب من الانقسام فيما يتعلق بإصلاح قانون الجنسية. "يوس اسكولايِي" هو اقتراح لتغيير القانون المعمول به، والذي يعود تاريخه إلى عام 1992 ويضمن أن أي شخص لديه والد إيطالي واحد على الأقل يُمكنه أن يصبح مواطنًا إيطالِيًا: ما يُسمَى "يوسْ سانْغْوِينيس" (Ius Sanguinus). اليوم، لا يمكن لأولئك المولودين في إيطاليا لأبوين أجنبيين التقدُّم بطلب للحصول على الجنسية إلَّا بعد أن يُصبحوا بالغين، إذا كانوا يقيمون في إيطاليا من دون انقطاع لمدة ثمانية عشر عامًا. السبب وراء كون قانون "يوس اسكولايِي" الإصلاح الأكثر مناقشةً هذه الأيام هو أنَّ المعارضة ليست فقط هي التي تدعمه، ولكن أيضا "فورتسا إيطاليا"، ما أثار رد فعل من "الرابطة" وافراتيلِّي دِ إيطاليا".
"يوس اسكولايِي"، بشكل عام، هو المبدأ الذي بموجبه يمكن لأي شخص أكمل دورة دراسية واحدة (ابتدائي أو إعدادي أو ثانوي) على الأقل في إيطاليا أن يصبح مواطنًا إيطاليًا. ثم تختلف التفاصيل تبعا للمقترحات التشريعية المحددة. وعلى وجه الخصوص، ينصُّ مشروع قانون قدمه "الحزب الديمقراطي" ووقَّعه «باولو اتشاني» لأوَّل مرَّة على أنَّ الأطفال الذين يقيمون في إيطاليا ويلتحقون بجميع المدارس الابتدائية هنا يمكنهم أن يصبحوا مواطنين. أما بالنسبة لأولئك الذين يصلون بعد سن 12 عامًا، فمن الضروري الحصول على شهادة الدراسة الثانوية.
ما هو موقف حزب"فورتسا إيطاليا"؟
كما ذكرنا، يروج الكثير من الحديث عن "يوس اسكولايِي" على وجه التحديد لأن حزب «أنطونيو تاياني» أبدى انفتاحًا على مناقشة الموضوع. وصرَّح نائب رئيس الوزراء لصحيفة "لاريبوبليكا": “هذا ما تحتاجه بلادنا. العالم يتغيَّر ويستمرُّ في التغيير، دعونا نستيقظ. لم يكن هناك تحوُّل في حزب "افراتيلِّي دِ إيطاليا"، برلسكوني أراد بالفعل "يوس اسكولايِي".”
وتنشر وزارة التعليم كل عام بيانات وملاحظات حول الطلاب الذين يذهبون إلى المدارس في إيطاليا والذين لا يحملون الجنسية. تم نشر التقرير الذي يحتوي على بيانات العام الدراسي 2022-2023 قبل أيام قليلة.
في العام الدراسي 2022ء2023، سجِّلت زيادة في العدد الإجمالي للطلَّاب ذوي الجنسية غير الإيطالية الموجودين في المدارس الوطنية: كان هناك 914،860، أي بزيادة 4.9 بالمائة عن العام السابق. ومن حيث النسبة المئوية، تبلغ نسبة الطلاب الذين يحملون جنسية غير إيطالية 11.2 بالمائة. ولا تُعوِّض هذه الزيادة انخفاض عدد الطلاب الحاصلين على الجنسية الإيطالية، ممَّا أدَّى إلى انخفاض إجمالي عدد الطلاب بنحو 103 آلاف وحدة (1.2- بالمائة).
يوجد في المدارس الإيطالية ما يقرب من 200 دولة أصلية للتلاميذ الذين يحملون جنسية غير الإيطالية. الأغلبية، أو %44،42، هم من أصل أوروبي. يليهم طلَّابُُ من أصل أفريقي (27،25 في المائة) ومن أصل آسيوي (20،27 في المائة). ويُمثِّل الطلَّاب من أصول رومانية وألبانية ومغربية أكثر من 40 بالمائة من الطلَّاب الذين يحملون جنسية غير إيطالية.
التوزيع الإقليمي واضح للغاية: المناطق الشمالية لديها تركيز أعلى من الطُلَّاب الأجانب، بينما في الجنوب التركيز أقلَّ بالتأكيد. توجد اختلافات ملحوظة بين الطُلَّاب الإيطاليين والطلَّاب من أصل أجنبي، وكذلك فيما يتعلَّق بانتظام تعليمهم: في العام الدراسي 2022ـ2023، بين الطلَّاب الإيطاليين، كان 7،9 في المائة لديهم سنوات تأخير (وبالتَّالي فشلوا مرَّة واحدة على الأقل)، بينما بين الطلاب الَّذين لا يحملون الجنسية الإيطالية، كان أولئك الذين لديهم سنوات تأخير 26،4 في المائة. وتظهر الفجوة الأكبر في المدارس الثانوية، حيث ترتفع هذه النسب على التوالي إلى %16 للإيطاليين و%48 لمن لا يحملون الجنسية الإيطالية. علاوة على ذلك، فإنَّ أكثر من رُبُع الطلَّاب الذين لا يحملون الجنسية الإيطالية لا يُكَمِّلون تعليمهم الثانوي. وتؤثِّر ظاهرة ترك الدراسة وهجر المدارس على الأولاد أكثر من البنات.
ومن البيانات الأُخرى المثيرة للاهتمام الواردة في التقرير بيانات الطلاب الأجانب الذين وُلدوا في إيطاليا. وفي فترة الخمس سنوات بين العام الدراسي 2018-2019 و2022-2023، ارتفع عدد الطلاب ذوي الجنسية غير الإيطالية المولودين في إيطاليا من أكثر من 553 ألفًا إلى 599 ألفًا تقريبًا. وبالتالي فإن %65.4 من الطلَّاب الأجانب وُلدوا في إيطاليا ولا يحملون الجنسية.