الإيطالية نيوز، الأحد 18 أغسطس 2024 - ذكرت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ" يوم أمس السبت أنَّ الحكومة الألمانية ستوقِّف المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا في إطار خطة الائتلاف الحاكم لخفض الإنفاق.
وفقًا لتقرير الصحيفة الألمانية، التي استشهدت بوثائق غير عامة ورسائل بريد إلكتروني، بالإضافة إلى مناقشات مع أشخاص مطلعين على الأمر، فإن الوقف الاختياري للمساعدات الجديدة ساري المفعول بالفعل وسيؤثِّر على طلبات التمويل الجديدة، التي لم تحدث الموافقة عليها مسبَّقًا.
وفي رسالة بعث بها إلى وزارة الدفاع الألمانية في 5 أغسطس، قال وزير المالية «كريستيان ليندنر» (Christian Lindner) إنَّ التمويل المستقبلي لن يأتي بعد الآن من الميزانية الفيدرالية الألمانية ولكن من عائدات الأصول الروسية المجمَّدة، وفقًا للصحيفة الألمانية ذاتها.
وفي يونيو، توصَّلت ألمانيا وغيرها من دول مجموعة السبع إلى اتِّفاق أوَّلي لاستخدام قيمة نحو 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية المجمَّدة في المؤسَّسات المالية الغربية لتأمين قرض بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا. لكنَّ الحكومات لم تتَّفق بعد على تفاصيل الخُطَّة، وقد تستمر المحادثات الفنِّية لعدة أشهر.
وكانت برلين، وهي المُورِّد الرئيسي لأوروبا للمساعدات العسكرية لكييف، أشارت بالفعل إلى تغييرٍ في المسار بشأن دعم أوكرانيا الشهر الماضي، عندما تبنَّى الائتلاف الحاكم المكوَّن من الديمقراطيين الاشتراكيين والخُضُر والليبراليين اتِّفاقًا أوَّليًا بشأن مشروع ميزانية لعام 2025. وتفصل التسوية التي اطَّلع عليها موقع "بوليتيكو" خُططًا لخفض المساعدة المستقبلية لأوكرانيا بمقدار النصف إلى 4 مليارات يورو للوفاء بأولويات الإنفاق الأخرى.
وفي حديثه بعد أن وافق مجلس الوزراء على مشروع الميزانية في منتصف يوليو، قال «ليندنر» سيتعيّن على أوكرانيا الاعتماد بشكل أكبر على الأموال من "مصادر أوروبية" بالإضافة إلى الأصول الروسية المجمَّدة. لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأموال ستتدفَّق ومتى.
وبحسب ما ورد أدَّت الخلافات بشأن المساعدات لأوكرانيا إلى تعميق الانقسامات داخل الائتلاف الحاكم في برلين، والتي مزَّقتها بالفعل أسابيع من المعارك الداخلية حول سلسلة من القضايا بَدْءًا من الميزانية وحتَّى الرعاية الاجتماعية. قال زعيم حزب الخضر ووزير الاقتصاد «روبرت هابيك» (Robert Habeck) هذا الأسبوع إنه يعتزم الترشُّح لمنصب المستشار كمرشح عن حزب الخضر في الانتخابات الفيدرالية لعام 2025، ممَّا يُلقي بظلال من الشَّك على بقاء التحالف الحاكم الذي هو عضو فيه.