الإيطالية نيوز، الجمعة 16 أغسطس 2024 - هاجم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، ليل الخميس والجمعة، قرية "جِيْت" الفلسطينية التابعة لمحافظة "قلقيلية" شمال الضفة الغربية.
وقام المستوطنون المتطرِّفون بإلقاء الزجاجات الحارقة، وإحراق المنازل والسيارات المتوقِّفة: وقالت وزارة الصحَّة الفلسطينية إن فتًى (20 عاما) استشهد وأُصيب أخر بجروح خطيرة في الصدر.
وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور مختلفة تظهر الوضع، حيث يمكن رؤية أعمدة الدخان وأشخاص يحاولون الهروب بالإضافة إلى المباني والسيارات المشتعلة.
وكانت وجوه بعض المستوطنين مُغطَّاة. ليس من الواضح عدد الأشخاص الذين كانوا: تحدثت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية عن 50 شخصًا، بينما قال أحد السكان ويُدعَى «حسن» لصحيفة "هآرتس" إنَّه أحصى نحو 100 شخص. “عندما خرجت لأرى ما يحدث، هاجموني بالغاز المسيل للدموع.” وأضاف: “لقد أشعلوا النار في سيارتي ودمَّروا أخرى، ثم واصلوا طريقهم نحو المدينة.” وبحسب «حسن» فإنَّ الجيش وصل “بعد نحو ساعة، وأخذ وقته وترك [المستوطنين] يفعلون ما يريدون.”
Settlers run riot in the Palestinian village of Jit in the West Bank. Israeli officials may label them as fringe, but they're not.
— Etan Nechin (@Etanetan23) August 15, 2024
The most violent and zealot groups are embedded within Israeli institutions—the vanguard on which annexation is built.pic.twitter.com/b6WKQvo0AY
وقال الجيش الإسرائيلي في بيانٍ إنَّه تدخَّل "خلال دقائقَ معدودة" وأطلق أعيرة نارية في الهواء لتفريق الحشد. وبعد ذلك، جرى إخراج المستوطنين الذين نفَّذوا الهجوم من "جِيْت"، وجرى اعتقال أحدهم. ومن المستحيل حاليًا التحقُّق بشكل مستقل من كيفية سير الأمور.
وقد أدان العديد من القادة الإسرائيليين الهجوم. وكتب رئيس الوزراء المتطرِّف «بنيامين نتنياهو» على وسائل التواصل الاجتماعي أنه سيتم محاكمة جميع الأشخاص المسؤولين عن "الأعمال الإجرامية"، في حين أدان الرئيس «يتسحاق هرتسوغ» الحادث بإلقاء اللوم فيه على مجموعة صغيرة من المستوطنين، الذين جرى تعريفهم على أنهم "أقلية متطرِّفة" لا تُمثِّل "المجتمع الإسرائيلي".
وحتى وزير المالية بتسلئيل سموتريش، وهو قومي يميني متطرِّف يعيش في مستوطنة بالضفة الغربية، قال إن الأشخاص الذين هاجموا جيت كانوا "مجرمين" "لا علاقة لهم بالمستوطنات أو المستوطنين".
لعقود من الزمن، قامت إسرائيل ببناء وتوسيع المستوطنات والمستعمرات في الضفة الغربية، وهي المنطقة التي، وفقا لكثير من المجتمع الدولي، مملوكة للفلسطينيين. وهذا ما أكدته في شهر يونيو الماضي محكمة العدل الدولية، وهي أهم محكمة تابعة للأمم المتحدة، حيث اعتبرت أن استخدام إسرائيل للموارد الطبيعية في تلك المناطق يشكل انتهاكاً للقانون الدولي.
واليوم، يعيش في الضفة الغربية نحو 2.7 مليون فلسطيني و500 ألف مستوطن إسرائيلي. وكانت العلاقات بينهما دائما إشكالية للغاية، ولكن منذ بداية الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر، تزايدت الاشتباكات وأعمال العنف بشكل ملحوظ.
ووفقًا لِـ "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (OCHA)، فمن أكتوبر 2023 إلى يوليو الماضي، قُتل ما لا يقل عن 553 فلسطينيًا في الضفة الغربية، من بينهم 131 طفلًا. ومن بين هؤلاء، قُتل 536 على يد الجنود الإسرائيليين وستة على يد المستوطنين. وأُصيب أكثر من 5500 فلسطيني. وفي الفترة نفسها، قُتل 14 إسرائيليًا، من بينهم تسعة جنود وخمسة مستوطنين.