وأفادت وزارة الدفاع، يوم 4 أغسطس الجاري، بميناء بجاية، باعتقال رجل وزوجته "بحوزتهما كمية من الأسلحة النارية، وذخيرة ومبلغ مالي من العملات الأجنبية بالإضافة إلى أشياء أخرى مخبَّأة في سيارتهما بقصد تهريبها إلى البلاد من ميناء مرسيليا (فرنسا)". وبحسب بلاغ للوزارة، فإنه "بعد فتح التحقيق، اعترف المتَّهم بتورُّطه وانتمائه إلى منظمة "ماك" الإرهابية، الحركة الانفصالية المطالبة بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل".
هذه العملية المختلقة الهدف منها توريط المجمتع القبائلي في تهديد الأمن الداخلي للجزائر، وبالتالي يسمح النظام لنفسه باستخدام القوة والسلطة لقمع أي صوت مناهض لرئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، ومعارضة ترشحة لولاية أخرى. الترويج لهذه العملية المختلقة هي تحضير لعملية قمعية واسعة النطاق تكتسي غطاء مبرر في المناطق التي تمثل المجتمع القبائلي.
بعد عملية التوقيف المبتكَرة، تنشر السلطات الجزائرية فيديو يصوِّر إرهابي مزعوم، يصرح بأنه يقيم في فرنسا، ويروي رواية ضعيفة، متناقضة ومشكوك في صحة مضمونها ووقائعها، وربما تكشف كذب الحكاية ووقع أحداثها من الأصل. وقالت السلطات الجزائرية إن إدخال أسلحة من ميناء مارسيليا إلى بجاية وقع بتواطؤ مع دول أجنبية، على الرغم من أنها لم تحدد هويتها، ما يجعل الرواية من أصلها لا أساس لها من الصحة. ثم، كيف مرت سيارة من مراقبة الجمارك الفرنسية بكل هذه السهولة، كيف يخاطر أب بزوجته وإبنه؟ كيف لم يحدث تعقب رجل يشتري الأسلحة كثيرة من دون الإبلاغ عنه؟ هل الاستخبارات الفرنسية في سبات؟ أو متواطئة؟ فإذا كانت متواطئة، يجب استدعاء السفير للمشاورات تمهيدا لقطع العلاقات. قطع العلاقات ليس في أيدي الجزائر. أخيرا، قال الإرهابي المزعوم في الاستجواب المصور وهو يختلق الرواية أن عند توقيفه قال الأمنيون الذين اعتقلوه بأنهم كانوا ينتظرونه منذ يومين: كيف علموا بقدومه محملا بأسلحة وذخائر؟ لماذا لم يتعاونوا ويخبروا السلطات الفرنسية بذلك؟