وترأَّس حفل التدشين، نيابةً عن الحكومة المغربية، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة (Nasser Bourita)، ونظيره التشادي عبد الرحمن كلام الله (Abderaman Koulamallah).
ويأتي افتتاح هذه القنصلية العامة لجمهورية تشاد بالصحراء المغربية تنفيذًا للالتزام الذي قطعته الحكومة التشادية على نفسها اتجاه المغرب في سبتمبر 2022. حينها، نقل رئيس تشاد، محمد إدريس ديبي إتنو (Mahamat Idriss Deby Itno)، إلى العاهل المغربي محمد السادس وعده بأن تفتح جمهورية تشاد قنصلية عامة لها في مدينة الداخلة، الواقعة بمنطقة الصحراء المغربية. واختيار الداخلة كموقع ليس من قبيل الصدفة، لأنَّه يؤكد دعم تشاد لسيادة المغرب على هذه المنطقة وسلامته الإقليمية، وهي القضية التي تتوقَّف عليها العلاقات الدبلوماسية المغربية.
تشاد و المغرب
كما أن افتتاح القنصلية العامة التشادية بالداخلة يأتي بمثابة تصوُّر جديد ومتجدد للعلاقات الوثيقة بين البلدين ويمنح زخم النوايا الصادقة في التعاون الدبلوماسي والسياسي بين الرباط ونجامينا.
ويأمل البلدان أن يؤدِّي وجود هذه القنصلية إلى تحسين التبادل التجاري والثقافي بين البلدين وتسهيل الخدمات القنصلية للمواطنين التشاديين المقيمين بمنطقة الصحراء.
🇲🇦-🇹🇩| Joint press Conference between MFA Nasser Bourita and his chadian counterpart, Mr. Abderaman Koulamallah (Dakhla, August 14, 2024). pic.twitter.com/0V2xFbIsT8
تجدر الإشارة إلى أن المغرب وتشاد تربطهما علاقات تجارية وثقافية مهمة. وكما تم التأكيد عليه خلال المنتدى الثنائي المنعقد في نوفمبر 2022، فقد تم تدريب عدد كبير من المديرين التنفيذيين من الشركات والهيئات الحكومية التشادية في المغرب ويشغلون حاليا مناصب رفيعة المستوى في القطاعين العام والخاص.
وتمتد العلاقات بين البلدين أيضًا إلى المجال الاقتصادي: إذ تمتلك تشاد أكثر من 39 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، منها %6 فقط مستغلة.
ويمكن أن تكون إمكانات المغرب في قطاع الأسمدة أساسية لتنمية هذه الأراضي الصالحة للزراعة، مما سيمكن تشاد من تطوير قطاعها الزراعي وتصبح إحدى مخازن الحبوب في أفريقيا.
وفي المجال الثقافي، تضم العاصمة التشادية، نجامينا، مسجد محمد السادس والمركز الثقافي المغربي، وهما مصدران للتعاون الفاعل ويرمزان إلى الروابط الأخوية بين البلدين.
𝗗𝗜𝗣𝗟𝗢𝗠𝗔𝗧𝗜𝗘: Le Ministre des Affaires Étrangères Abderaman Koulamallah, a inauguré ce 14 août 2024 le Consulat Général de la République du Tchad à Dakhla, au Maroc.
— MRTV (@mrtvtchad) August 14, 2024
📷Tchad Diplomatie #mrtvtchad #mrtv #Tchad pic.twitter.com/VYVno9dLL1
المغرب والساحل
ومن الناحية الاستراتيجية، يحاول المغرب احتلال موقع مهم بين دول الساحل، بما فيها تشاد، مستفيدا من موقعه المتميز على الساحل الغربي لإفريقيا. وتستفيد بلدان هذه المنطقة، غير الساحلية، من التحالف مع المغرب، الذي يمكن أن يوفر لها منفذا لوجستيا إلى المحيط الأطلسي.
ويتم هذا المنفذ بالتحديد عبر منطقة الصحراء الغربية وميناء الداخلة. ولهذا السبب فإن مشروع هذا الميناء الأطلسي يعد من أولويات المغرب في مجال بناء البنية التحتية. وبالتالي فإن العلاقات بين المغرب وتشاد تشكل مثالا لما يهدف الأول إلى تحقيقه في العلاقات مع دول منطقة الساحل المعقدة دائما.
الإستراتيجية الدبلوماسية الحكيمة في معالجة مسألة الصحراء
ومن ناحية أخرى، تجدر الإشارة أيضا إلى الاستراتيجية التي تنتهجها الحكومة المغربية، والتي تسعى إلى الحصول على دعم عدد متزايد من الدول من أجل وحدة أراضيها وسيادتها على منطقة الصحراء الغربية.
ويأتي افتتاح القنصلية العامة الجديدة لجمهورية تشاد بالداخلة، في سياق الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والتشاديين المقيمين بالخارج والتعاون الدولي، عبد الرحمن كلام الله، للمغرب.
وأعرب وزير الخارجية التشادي لنظيره بوريطة عن دعم الحكومة التشادية لسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
ومع افتتاح القنصلية العامة الجديدة لجمهورية تشاد، ارتفع عدد القنصليات في الأقاليم الجنوبية إلى 29 قنصلية، منها 17 في مدينة الداخلة.
وبالنسبة للمغرب، فإن هذا يعزز الصورة الدولية لسيادته على الصحراء الغربية وسلامته الإقليمية، وهي القضية التي تشكل أساس السياسة الخارجية للبلاد.