الإيطالية نيوز، السبت 10 أغسطس 2024 - فازت الملاكمة الجزائرية «إيمان خليف» الليلة الماضية بالميدالية الذهبية في فئة 66 كيلو للملاكمة النسائية. وتغلبت على الرياضيتين الصينية «يانغ ليو» (Yang Liu)، فيما حصلت الرياضية التايوانية «تشين نين تشين» (Chen Nien-chin) والتايلندية «جانجايم سوانافينج» (Janjaem Suwannapheng) على الميدالية البرونزية مناصفة.
وقالت «خليف» للصحفيين بعد الفوز: “على مدى ثماني سنوات كان هذا حلمي، والآن أنا بطلة أولمبية وفزت بالميدالية الذهبية.”
وشهدت الأسابيع الأخيرة جدلا كبيرا حول مشاركة «خليف» في فئة الملاكمة للسيدات، بعد استبعادها من بطولة العالم العام الماضي بسبب عدم استيفاء نتائج بعض الفحوصات الطبية لمعايير الوصول إلى فئات السيدات من "الاتحاد الدولي للملاكمة" (IBA)، وهي الجمعية المرجعية للملاكمة المحترفة، ولكنها مثيرة للجدل للغاية ولها علاقات واسعة مع روسيا.
تتمتع «خليف» بمظهر يعتبر ذكوريًا ولهذا السبب خضعت لاختبارات طبية وتم تقييمها من قبل "الاتحاد الدولي للملاكمة" على أنَّها غير مناسِبة للمنافسة كإمرأة.
وبدلًا من ذلك جرى قبولها في دورة الألعاب الأولمبية في باريس من قبل "اللجنة الأولمبية الدولية" (CIO)، والتي بموجبها استوفت الملاكمة جميع معايير القبول في هذه الفئة. خلال الأولمبياد دافعت «خليف» دائمًا عن مشاركتها في فئة السيدات: “لدي كل المتطلَّبات للمشاركة في هذه المسابقة. أنا امرأة مثل أي امرأة أخرى. لقد وُلدت أنثى، وأعيش كامرأة، وأنا مؤهَّلة.”
وفي الأول من أغسطس الماضي، التقت «إيمان خليف» مع الإيطالية «أنجيلا كاريني» في دور الـ16. في الأيام السابقة، أُثير جدل واسع النطاق في إيطاليا، بالأخص من قبل قادة الحركات والأحزاب اليمينية المتطرفة: وصف الكثيرون «خليف» بأنها "شخص متحوِّل جنسيًا"، ولكن لا يبدو أن هذا هو الحال بأي حال من الأحوال. لا توجد حاليًا أي معلومات عامة أو أي دليل أآخر يوضِّح ما إذا لدى «خليف» نسب عالية من هرمون "التستوستيرون" أو ما إذا كان يقع ضمن طيف الخنوثة، وهي حالة أولئك الذين لديهم خصائص بيولوجية ذكورية وأنثوية منذ الولادة.
الحُجَّة الرئيسية لأولئك الذين ينتقدون مشاركة الملاكمة الجزائرية «خليف» هي استبعادها من بطولة العالم للملاكمة 2023، وهو خيار يبدو غامضًا. وبحسب بعض الوثائق التي قدَّمتها "اللجنة الأولمبية الدولية" للصحفيين، فإنَّ مستوى هرمون "التستوستيرون" الذي زُعم كونه مرتفعًا للغاية هو الذي تسبَّب في إقصائها من المشاركة. وقال "الاتحاد الدولي للملاكمة" بدلا من ذلك إنَّها لم تخضع لاختبار هرمون "التستوستيرون"، من دون أن يحدِّد ما هي الاختبارات الأخرى التي أُجريت، معلِّلًا ذلك بأسباب تتعلَّق بالخصوصية.
نظَّم "الاتحاد الدولي للملاكمة" هذا الأسبوع مؤتمرا صحفيا كان من المفترض أن يوضح بعض التفاصيل حول المعايير والاختبارات التي أدت إلى استبعاد الجزائرية «إيمان خليف» من بطولة العالم العام الماضي، لكنَّه لم يساعد كثيرا: كانت التفسيرات المقدَّمة مربكة ومتناقِضة للغاية، في مؤتمر صحفي وصفته العديد من وسائل الإعلام بأنه فوضوي وصاخب ومثير للقلق للصحفيين وطويل للغاية بسبب خطب الرئيس «عمر كريمليف» الطويلة باللغة الروسية ضد "اللجنة الأولمبية الدولية".
وبدلاً من ذلك، دافعت "اللجنة الأولمبية الدولية" عن قرار قبول «خليف» في منافسات السيدات في الأولمبياد، وانتقدت بشدة "العدوان" الذي تعرضت له. السبب وراء اختلاف قواعد "اللجنة الأولمبية الدولية" و"الاتحاد الدولي للملاكمة" بشأن قبول الرياضيات هو أن "الاتحاد الدولي للملاكمة" لم يعد معترفًا به من قبل "اللجنة الأولمبية الدولية"، لأنه تورط في سلسلة من فضائح فساد خطيرة. ومنذ ذلك الحين، أصبح مقر "الاتحاد الدولي للملاكمة" في روسيا ويتم تمويله بشكل رئيسي من قبل شركة "غازبروم"، شركة النفط الحكومية الروسية.