الإيطالية نيوز، الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - اختارت جماعة حماس الفلسطينية أن يكون زعيمها الجديد هو «يحيى السنوار»، الذي أصبح رئيس المكتب السياسي للجماعة في قطاع غزة. «يحيى السنوار» يتولَّى منصب «إسماعيل هنية»، الذي اغتيل في 31 يوليو في طهران، بإيران، في هجوم إسرائيلي بتعاون وتنسيق مع عملاء محليين.
«السنوار» و«هنية» لم يتقاسما المواقف نفسها: على الرغم من أنه لم يكن متساهلًا، إلا أنَّ هنية أصرَّ في الأشهر الأخيرة على ضرورة التوصُّل إلى اتفاق لتحرير الرهائن الإسرائيليين والتوصُّل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع.
وهذا، وفقًا للعديد من عمليات جمع المعلومات الصحفية، جرى وضعه في مواجهة «السنوار»، الذي كان بدلاً من ذلك مقتنعًا دائمًا بأنَّ حماس يجب أن تُرهق الجيش الإسرائيلي قدر الإمكان، بغض النَّظر عن الدمار والخسائر المدنية.
لم يظهر السنوار علنًا منذ 7 أكتوبر الماضي، ولا يُعرف سوى القليل جدًا عن حياته الخاصة: نعلم أن عمره يزيد قليلاً عن 60 عامًا وأنَّه وُلد في مخيَّم للاجئين في "خان يونس"، جنوب قطاع غزة. ابتداءً من منتصف الثمانينيات، انضمَّ إلى حركة حماس، التي كانت آنذاك حركة سياسية متوسعة، وساهم في إنشاء "المجد"، أول جهاز أمني للجماعة، والذي عمل كوحدة عسكرية وشرطة داخلية.
كان «السنوار» مهتمًا بشكل خاص بإيجاد ومعاقبة الخونة من الفلسطينيين المشتبَه في عملهم كمُخبرين لإسرائيل. في عام 1988، اعتقل الجيش الإسرائيلي «السنوار» بتهمة قتل جنديين وحُكم عليه بعدَّة أحكام بالسجن مدى الحياة. وقضى السنوات الـ 23 التالية في السجن، حيث تَعلَّم العبرية، وحاول، كما قال لاحقًا، دراسة كيف يُفكِّر ويتصرَّف "العدو"، إسرائيل.
في عام 2006، فاجأت جماعة مُسلَّحة تابعة لحماس مجموعة من الجنود الإسرائيليين على حدود قطاع غزة وأسرت أحدهم، وهو «جلعاد شاليط» البالغ من العمر 19 عامًا: كان «شقيق السنوار» من بين منظمي الهجوم. المفاوضات من أجل إطلاق سراح «شاليط» استمرت سنوات وشارك فيها «السنوار» بنفسه من السجن. وفي نهاية المطاف، وافقت إسرائيل في عام 2011 على إطلاق سراح 1027 سجينًا فلسطينيًا مقابل إطلاق سراح «شاليط» وحده: كان السنوار أيضا من بين الأسرى المحرَّرين. وأصبح منذ ذلك الحين المؤيِّد الرئيسي لممارسة احتجاز الرهائن لانتزاع تنازلات من إسرائيل. ولهذا السَّبب أيضًا يُعتبر أحد مدبِّري هجوم 7 أكتوبر.
وفي عام 2011، كانت حماس تحكم قطاع غزة بالفعل، بعد فوزها في الحرب الأهلية ضد "حركة فتح" الفلسطينية المنبطحة قبل بضع سنوات، وسرعان ما أصبح «السنوار» أحد قادتها الرئيسيين. وفي عام 2017 جرى تعيينه قائدًا سياسيًا لحركة حماس داخل القطاع، وهو من أهم أدوار المنظَّمة. ويعيش «السنوار» مختبئًا منذ 7 أكتوبر 2023: وفي الأشهر الأخيرة، تحدث القادة السياسيون والعسكريون في إسرائيل علنًا عن نواياهم لقتله.