أخيرًا..علماء يكشفون أسرار مومياء "المرأة الصارخة" المصرية - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأحد، 4 أغسطس 2024

أخيرًا..علماء يكشفون أسرار مومياء "المرأة الصارخة" المصرية

الإيطالية نيوز، الأحد 4 أغسطس 2024 - بفم مفتوح على مصراعيه، متَّخِذًا وضعية أبدية تبدو كصَرخة، استحوذت امرأة مصرية قديمة على خيال علماء الآثار الذين اكتشفوا بقايا مومياءَها عام 1935، في مقبرة بالقُرب من مدينة الأقصر، جنوب مصر. وبعد ما يقرب من 90 عامًا من الافتراضات حول الغموض الذي يحيط بماضي هذه المرأة، تقوم تحقيقات علمية جديدة الآن بإعادة بناء سجلاتها الطبِّية.


 ووفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة "فرونتيير إنْ ميديسين"، فإنَّ التعبير المُخيف على وجهِها لم يكن بسبب تقنيات التحنيط، بل بسبب تشنجات الألم التي أدَّت قبل 3500 عام إلى وفاتها عن عمر يناهز 48 عاما.


وكان الهدف من الاختبارات التي أجراها الباحثون هو تقدير عُمْرُ المرأة، والتعرُّف على الأمراض التي كانت تعاني منها، والإجراءات المستخدَمة في تحنيطها وحالة حِفظها. تقول سحر سليم، إحدى المؤلِّفات وأستاذة الأشعة في مستشفى "القصر العيني" بجامعة القاهرة: " يمكن أن تُقرَأ تعبيرات وجه المومياء الصارخة على أنها تشنُّج جسدي"، وهذا "يعني أن المرأة ماتت وهي تصرُخ من الألم أو العذاب"، التي قامت بتشريح المومياء فعلًا باستخدام تقنيات الأشعة السينية الحديثة مع زميلتها عالمة الأنثروبولوجيا سامية الميرغني، أمينة المومياوات بوزارة السياحة والآثار في القاهرة.


وأظهرت التحليلات أنَّ طول المرأة كان نحو متر و54 سنتيمترا، وكانت تعاني من ٱلْتهاب المفاصل في العمود الفقري، وفقدت بالفعل عدة أسنان وخضعت لعمليات جراحية في فمها. ومن المؤكَّد أنَّ وفاتها لم تقع فو هدوء وسكينة. 


ولم يحدث تحنيط المرأة بطريقة خاطئة كما افترض الكثيرون في السنوات الأخيرة بسبب تعابير وجهها. وقُدِّمت لها كل التكريمات. وقد جرى رش جلدها براتنج العرعر والبخور، وهي مواد باهظة الثمن أكيد أنَّها مستورَدة من شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وشرق أفريقيا أو جنوب شبه الجزيرة العربية على التوالي. وكان شعرها الطبيعي مصبوغًا بالحنَّاء والعرعر. وكان الشعر المستعار الطويل، المصنوع من ألياف النخيل، قد عُولج ببلورات الكوارتز والمغنتيت والألبيت، ربما لتقوية الشعر وإعطائه اللون الأسود الذي يرمز إلى الشباب. لذلك لم يكن التحنيط الإهمالي هو ما أعطاها هذا الوجه، بل حقيقة أن المرأة ماتت وهي تصرخ.


وبهذا يحدث حل اللُّغز الذي ظلَّ قائمًا منذ اكتشافها، والذي حدث خلال رحلة أثرية نظَّمها متحف "متروبوليتان"، بنيويورك، في موقع "دير البحري" بالقرب من مدينة الأقصر المصرية. جرى العثور على تابوتها في غرفة الدَّفن المخصَّصة لوالدة "سِنْموت" (Senmut ) وأقارب أخرين مجهولين.


 كان "سنموت" هو المهندس المعماري والمشرف على الأعمال الملكية والعاشق المزعوم للملكة "حتشبسوت"، التي عاشت بين عامي 1479 و1458 قبل الميلاد. وظلَّت المومياء الصارخة محفوظةً حتى عام 1998 في كلية طب "القصر العيني" بالقاهرة. وبناءً على طلب وزارة الآثار، جرى نقلها بعد ذلك إلى المتحف المصري بالقاهرة، حيث لا تزال موجودة بعيدًا عن تابوتها ومجوهراتها المعروضة في "متروبوليتان"، بنيويورك.