الإيطالية نيوز، الأحد 28 يوليو 2024 - أشار البروفيسور الإيطالي، من أصل فلسطيني، فؤاد عودة، إلى الإنخفاض الملاحَظ، في السنوات العشر الماضية، في عدد الوافدين من المهنيين الصحيين الأفارقة إلى إيطاليا بنسبة %65، وإلى انخفاض عدد الطلاب القادمين من إفريقيا بنسبة %85 بسبب نقص المنح الدراسية.
ويرى البروفيسو «عودة» أنه لا يمكن لكل مشروع تنموي، في العصر الحديث، مرتبط بالتعاون الدولي، وخاصة في إطار "خطة ماتي" إيطاليا-إفريقيا، التي ولدت في يناير 2023 بمبادرة من حكومة ميلوني، أن يتجاهل مرجعياته الرئيسية، وهي الصحة، الاقتصاد والتعليم والزراعة. هذه هي الأسس الأساسية التي جرت مناقشتها، يوم الثلاثاء الماضي 23 يوليو، في مقر رابطة الصحافة الأجنبية، في قصر "غراتسيولي"، في مؤتمر دولي بعنوان "فرصة غابة جمهورية الكونغو لتطوير خطة ماتي."
وكان من بين المتحدثين سفير جمهورية الكونغو في إيطاليا، سعادة السيد «هنري أوكيمبا»، و«ماريا دي فاتيما جارديم»، سفيرة جمهورية أنغولا في إيطاليا، و«كورادو كوستا»، مدير الأبحاث في CREA، مجلس البحوث الزراعية وتحليل الاقتصاد الزراعي، و وكذلك العميد «لوكا بارون»، الممثل الدائم لإيطاليا لدى منظمة الأرصاد الجوية ووزيرة اقتصاد الغابات في جمهورية الكونغو، السيدة «روزالي ماتوندو».
وفي سياق المؤتمر، تم التركيز بشكل كبير على موضوع نقص المهنيين الصحيين في العالم، وعلى التعاون الدولي بين إيطاليا وأفريقيا، سواء داخل بلدنا أو فيما يتعلق بالمسألة الحساسة المتمثلة في "صحارى الرعاية الصحية"، أو الهجرة الجماعية الخطيرة للأطباء والممرضين الذين يفرون من الدول النامية للتطلع إلى أجور أكثر ضمانًا للكرامة ومستقبل مهني أكثر ملاءمة لطموحاتهم. وهو الوضع الذي يقوض بشدة أنظمة الرعاية الصحية التي تعاني بالفعل من نقص شديد والتي تتعلق بها "أمسي"، "نقابة الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا"، و "أوميم"، "الرابطة الطبية الاوروبية الشرق اوسطية الدولية"، و"حركة متحدين للوحدة"، بقيادة البروفيسور «فؤاد عودة».
إن النقص في المتخصصين في الرعاية الصحية، على الرغم من اختلاف المشاكل من بلد إلى أخر، يمثل حالة طوارئ عالمية حقيقية، والتي بطبيعة الحال في البلدان النامية تهدد أيضًا بإثارة ظواهر أخرى، مثل زيادة وفيات المرضى.
وسلَّط البروفيسور «عودة» الضَّوء على هجرة العاملين الصحيين البلاد مفضلين العمل في أماكن أخرى أكثر تقديرا لجهودهم في عمل الصحة. وقال: “إن هروب المهنيين الصحيين مشكلة ذات جوانب مختلفة ومعقدة. فمن ناحية، فهو يمثل الوضع الحالي المأساوي في دول مثل إيطاليا، حيث تلقينا، مثل "أمسي"، وفقًا لتحقيقاتنا، من يناير 2023 إلى اليوم، أكثر من 10 آلاف طلب من متخصصي الرعاية الصحية الذين طلبوا معلومات مفصلة للمغادرة. الرعاية الصحية العامة . تمثل التحولات القاسية، وضعف القيمة الاقتصادية والعدوان، فضلاً عن الطب الدفاعي، الأسباب الرئيسية وراء هذه الظاهرة التي تقوض بشدة استقرار نظام الرعاية الصحية لدينا.”
ومن بين الدول التي جذبت الأطباء والممرضات الإيطاليين أكثر في الأشهر الـ 12 الماضية، جاءت دول الخليج في المركز الأول، ثم سويسرا وشمال أوروبا، برواتب تصل إلى ثلاثة أضعاف رواتبنا.