الإيطالية نيوز، الأحد 21 يوليو 2024 - في مساء يوم السبت 20 يوليو، قصفت بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية ميناءً في اليمن يسيطر عليه المتمرِّدون الحوثيون اليمنيون، الذين يسيطرون على جزء كبير من البلاد وهم حلفاء لإيران. وجاء التفجير ردًّا على الهجوم المتفجر بطائرة مُسيَّرة نفذه الحوثيون في مدينة "تل الزعتر" ("تل أبيب" بعد احتلالها) ليل الخميس والجمعة الماضيين وأدَى إلى مقتل شخص. وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها جيش الكيان الصهيوني بعمل عسكري علني ضد الحوثيين بعد أشهر من الهجمات التي يشنُّونها.
وبحسب المعلومات التي قدَّمها جيش الاحتلال الإسرائيلي وبعض المصادر في اليمن، فإنَّ الهجمات أثَّرت على محطَّة لتوليد الكهرباء ومستودَع للنفط والغاز في منطقة مدينة الحديدة الساحلية، على البحر الأحمر. وأدَّى القصف إلى نشوب حريق كبير وعمود مرتفع من الدخان يمكن رؤيته على بعد كيلومترات.
وتعتقد إسرائيل أن إيران تستخدم الميناء لتزويد الحوثيين بالأسلحة الذين أَرسلوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيَّرة لقصف الأراضي الفلسطينية المحتلَّة في الأشهر الأخيرة. وبحسب وزارة الصحة، التي يُسيطر عليها الحوثيون أيضًا، فقد أدَّى الهجوم إلى إصابة ما لا يقل عن 80 شخصًا، بعضهم مُصاب بحروق شديدة بسبب الحريق الكبير.
وأعلن الحوثيون مرارًا وتكرارًا عن مواصلة تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل كدليل على التضامن والدعم للقضية الفلسطينية في قطاع غزة، حيث الحرب مستمرَّة بين إسرائيل وحماس منذ نحو عشرة أشهر. وقال المتحدِّث باسم الحوثيين، يحيى سريع، خلال كلمة بثَّها التلفزيون: "لن نتوقَّف عن عمليات دعم الأشقاء في غزة مهما كانت العواقب. ونحن بعون الله نستعد لحرب طويلة ضد هذا العدو حتى يوقف العدوان.”
وأثَّر الانفجار الذي وقع في "تل أبيب"، والذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، بشكل مباشر على مبنى يقع بالقرب من السفارة الأمريكية، حيث أثَّرت موجة اهتزازية على مباني مختلفة، مما أدَّى إلى تكسير زجاج العديد من النوافذ. وكان هجوم بطائرة من دون طيَّار هو الأوَّل من نوعه في المدينة منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
في الأشهر الأخيرة، كثف كل من الحوثيين و"حزب الله" (جماعة لبنانية مسلَّحة متحالفة مع حماس وتدعمها إيران)، مثل الحوثيين هجماتهم ضد إسرائيل فيما وصفوه من وقت لأخر بأنَّه «أعمال» تضامن » مع الشعب الفلسطيني. وفي هذه الحالة، جرى تنفيذ الهجوم على "تل أبيب" بعد ساعات قليلة من مقتل أحد قادة حزب الله في جنوب لبنان على يد الجيش الإسرائيلي. وبعد الهجوم، شكرت مجموعة فلسطينية مقرَّبة من "حماس" المتمرِّدين الحوثيين على استمرارهم في "نصرة المظلومين ووقف الظلم الصهيوني"، وتحدَّث "حزب الله" عن "الانتصار"، قائلًا أيضًا إنَّ القتالَ لن يتوقَّف حتَّى "ينهوا العدوان ويرفعوا الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وقد يكون للهجوم الإسرائيلي وتفاقم الصراع عواقب على السكان في اليمن، الذين تأثروا منذ فترة طويلة بأزمة إنسانية. لقد كانت هناك حرب أهلية في البلاد منذ سنوات، ويعتمد جزء كبير من اليمنيين على المساعدات الخارجية من أجل البقاء. ومن الممكن أن يؤدي تدمير مناطق تخزين النفط إلى انخفاض إمدادات الوقود في شمال البلاد، مما يؤثر ليس فقط على نقل المواد الغذائية، بل أيضًا على المولدات المستخدمة في المستشفيات. ولهذا السبب أيضًا، في الدقائق التي تلت الهجوم مباشرة، هرع العديد من الناس في الحديدة إلى محطات الوقود، خوفًا من نفاد الوقود في الأيام القليلة المقبلة.
وبعد الهجوم ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة متلفزة قال فيها: "من يلحق بنا الأذى سيدفع ثمنًا باهظًا لعدوانه". ودعت إسرائيل السكان في "تل أبيب" والمدن الأخرى إلى القيام بأنشطتهم اليومية بشكل طبيعي، ولم تتوقَّع على الفور أي انتقام محدَّد من الحوثيين.