الإيطالية نيوز، الثلاثاء 30 يوليو 2024 - في وقتٍ متأخِّرٍ من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي إنَّه نفَّذ هجومًا مستهدِفًا في العاصمة اللبنانية بيروت، لقتل قائد حزب الله الذي تُحمِله إسرائيل مسؤولية إطلاق الصاروخ الذي أدَّى إلى مقتل 12 طفلًا ومُراهِقًا يوم السبت الماضي، في بلدة "مجدل شمس" ومرتفعات الجولان، وهي منطقة متنازَع عليها ولكنَّها تُسيطر عليها إسرائيل عقب احتلالها منذ عقود.
وبحسب وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية، وقع الهجوم في المنطقة المحيطة بحي "حارة حريك"، على المشارف الجنوبية للمدينة، حيث يوجد مقر مجلس شورى حزب الله (الهيئة العليا لاتخاذ القرار في القضايا الدينية والعسكرية والاستراتيجية) وتسبَّب في انهيار طابقين من أحد المباني. ولم يتَّضح ما إذا كان الهجوم قد جرى تنفيذه بطائرة أو بطائرة من دون طيَّار. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي «يوآف غالانت» (Yoav Gallant)، بعد دقائق قليلة من الهجوم في بيروت، إن "حزب الله تجاوز الخط الأحمر".
ولا يزال الوضع مُرْبِكًا: وقال شاهد لِـ "رويترز" إنَّ دويَ انفجار قوي سَمِع في تلك المنطقة. وتظهر العديد من مقاطع الفيديو والصور المتداوَلة عبر الإنترنت الدُخَّان المتصاعِد من المباني المُتضرِّرة. وكتبت "الجزيرة" أنَّ حركة المرور كثيفة في بيروت في الوقت الحالي وأنَّ الجميع يُحاولون العودة إلى منازلهم وأن سيَّارات الإسعاف تصل إلى منطقة الهجوم.
ويَكمن الخطر الرئيسي في أنَّ هذا الانتقام وعواقبه قد يؤدِّي إلى اندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله. حزب الله هو أحد أقوى الجماعات المسلَّحة في الشرق الأوسط، ووسائله العسكرية تتفوَّق بشكل كبير على وسائل حماس، وعلاقاته مع إيران أكثر صلابة وأطولَ أمدًا، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من احتمال التدخُّل المباشِر من قبل النظام الإيراني في حال قيام حرب مفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، وبالتالي امتداد الحرب إلى المنطقة برُمَّتها.
ونُفِّذ الهجوم في بلدة "مجدل شمس" التي يبلغ عدد سُكَّانها نحو 11 ألف نسمة، يوم السبت، على حافة ملعب لكرة القدم، بينما كان عشرات الأطفال والمراهقين يلعبون ويشاهدون المباريات. وتوفي إثنا عشر شخصًا تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عامًا. ونفى "حزب الله"، الذي يطلق عشرات الصواريخ يوميا على جنوب إسرائيل، والتي ترد عليها إسرائيل بهجمات أخرى، إطلاق الصاروخ على "مجدل شمس" بعد أن أصبح حجم المجزرة معروفا: هذه هي المرَّة الأولى منذ بداية الحرب في غزَّة التي ينفي فيها "حزب الله" إطلاق صاروخ على شمال إسرائيل.
ولكن من المحتمل أن يكون الصاروخ الذي أصاب ملعب كرة القدم قد أطلقه الدفاعات الجوية الإسرائيلية عبر نظام القبة الحديدية ففشل في إصابة الهدف. كان الفصائل العسكرية التابعة لحزب الله قد أطلق يوم السبت 30 صاروخًا أخر وأعلن مسؤوليته عن هجوم في تلك المنطقة ضد ثكنة للجيش الإسرائيلي.