هادي مطر مع محاميه خلال جلسة المحكمة في "مايفيل"، نيويورك في 18 أغسطس 2022 |
الإيطالية نيوز، الخميس 25 يوليو 2024 وجَّهت مَحكمة فيدرالية في الولايات المتحدة إلى «هادي مطر»، الرجل الذي طَعن الكاتب المعروف «سلمان رُشدي» وأصابه بجروح خطيرة خلال فعالية في ولاية نيويورك عام 2022، ثلاث تُهم تتعلَّق بالإرهاب.
ووفقًا للوثائق المقدَّمة يوم أمس الأربعاء في محكمة "بوفالو"، فإنَّ مطر مُتَّهمُُ بثلاث تُهم تتعلَّق بأعمال إرهابية ومحاولة "تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية"، وتحديدًا لِـ "حزب الله"، الجماعة شبه العسكرية القوية اللبنانية المدعومة من إيران. ولا تُقدِّم الوثائق تفاصيل دقيقة عن الروابط بين مطر وحزب الله، لكنَّها تشير إلى فترة بين سبتمبر 2020 و12 أغسطس 2022، يوم الهجوم.
ويبلغ رشدي، وهو روائي وكاتب بريطاني من أصل هندي كشميري، من العمر 77 عامًا، وهو أحد أكثر الكتَّاب الملحدين استفزازًا للمجتمع الإسلامي، وعقب الهجوم الذي تعرَّض له خلال مؤتمر في تشوتوكوا، بالقرب من نيويورك، فقدَ بصرَ عينِه اليُمنى وفقدَ القُدرة على استخدام يده اليسرى جزئيًا. بينما جرى القبض على مطر، 26 عامًا، وهو أصلاً من ولاية "نيوجيرسي"، على الفور وجرى حَبْسُه احتياطيًا في محكمة الولاية بتهمة الاعتداء الجسيم ومحاولة القتل، وهو مُحتجَزُُ منذ ذلك الحين في انتظار المحاكمة.
وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست" من السجن بعد أيام قليلة من الهجوم، قال هادي إنه "لم يحب رشدي كثيرًا" لأنه "هاجم الإسلام" وكان "سيِّئ النية": منذ عام 1989 ولمدة تَقْرُب من عشر سنوات، أُجبر الكاتب على العيش تحت حماية الحكومة البريطانية بسبب حُكْم الإعدام الصادر ضده بسبب روايته "آيات شيطانية" الصادرة عام 1988 والتي، بحسب السلطات الدينية الإيرانية، تسيئ للدين الإسلامي.
ولطالما قال مطر إنه غير مُذنِب في تهم الاعتداء الجسيم والشروع في القتل، وقبل أسابيع قليلة كان قد رفض عرضًا من مكتب المدَّعي العام، الذي وعده بعقوبة أقصر إذا أقرَّ بالذَّنب في تلك التُّهم وفي عدد من التهم الأخرى المتعلِّقة بالإرهاب. الآن ستتبع القضايا الفيدرالية وقضايا الولايات عمليتين منفصلتين. ستبدأ محاكمة بشأن التهم الأولى في 15 أكتوبر باختيار هيئة المحلَّفين: ومع ذلك، إذا أُدين بارتكاب جرائم إرهابية فيدرالية، فإنه يخاطر بالسجن مدى الحياة.
كانت روايته الرابعة "آيات شيطانية" موضع جدل كبير، إذ أثارت احتجاجات المسلمين في عدة بلدان. ووصل الأمر أن واجه رشدي العديد من التهديدات بالقتل، بما في ذلك فتوى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني التي دعت إلى اغتياله في 14 فبراير من عام 1989. وضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة.