الإيطالية نيوز، الثلاثاء 23 يوليو 2024 - قال الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء إنَّه سيتدخَّل بعد أن اتَّهمت المجر وسلوفاكيا أوكرانيا بتهديد إمداداتهما النفطية من خلال الحظر الجزئي الذي فرضته على صادرات الخام الرُّوسية التي تمرُّ عبر البلاد. وتَبنَّت كييف الشهر الماضي عقوبات تمنع عبور خطوط الأنابيب الخام التي تبيعها أكبر شركة نفط خاصة في موسكو، "لوك أويل" (Lukoil)، إلى أوروبا الوسطى، مما أثار مخاوف من نقص الإمدادات في "بودابست" و"براتيسلافا".
أرسلت المجر وسلوفاكيا يوم الإثنين خطابًا إلى المفوضية الأوروبية تطلب فيه من السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي بدء محادثات مع أوكرانيا، تمهيدًا لاتِّخاذ إجراء قانوني، بحُجَّة أنَّ الإجراء ينتهك اتِّفاقية الشَراكة لعام 2014 بين بروكسل وكييف.
وقال المُتحدِّث بإسم المفوضية «أولوف جيل» لصحيفة "بوليتيكو" إنَّ السُّلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي "تدرس حاليًا مضمون هذه الرسالة"، مضيفًا أنها "مستعدَّةُُ لدعم تأثير الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في إيجاد حلٍّ جنبًا إلى جنب مع أوكرانيا".
وتعتمد بودابست على موسكو في %70 من وارداتها النفطية، وعلى شركة "لوك أويل" في نصف هذه الكمية. وحذَّرت سلوفاكيا، التي استوردت %88 من نفطها الخام من روسيا العام الماضي، وفقًا لشركة "كيبلر" لاستخبارات السُّوق، من أنَّ الإجراء الأوكراني قد يُقلِّل إمدادات النفط الخام لمصفاتها الرئيسية بنسبة %40.
وقال وزير الخارجية المجري «بيتر سيارتو» (Péter Szijjártó) يوم الاثنين: “هذه خطوة غير مقبولة من جانب أوكرانيا، الدولة التي تريد أن تكون عضوًا في الاتحاد الأوروبي، وبقرارٍ واحد تضعُ إمدادات النفط...في خطرٍ جوهريٍ.”
وصعَّد «سيارتو» حربه الكلامية اليوم الثلاثاء، مُتعهِّدا بأنَّ المجر ستمنع الأموال المستخدَمة لتعويض دول الاتحاد الأوروبي عن المساعدات العسكرية التي أرسلتها إلى أوكرانيا احتجاجًا على العقوبات التي فرضتها كييف. وتعهَّد وزير الخارجية المجري بأنه "طالما لم تُحَل هذه القضية من قبل أوكرانيا، يجب على الجميع أن ينسوا دفع 6.5 مليار يورو من تعويضات مرفق السلام الأوروبي مقابل عمليات نقل الأسلحة".
لقد قامت "بودابست" بالفعل بمنع سداد المبالغ لأكثر من عام، مع تقديم أسباب متغيِّرة باستمرار - وهو تكتيك وصفه كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، «جوزيب بورِّيل» (Josep Borrell)، بأنه "مُخْزٍ".
لا يزال بإمكان المجر وسلوفاكيا شراء النفط الروسي بسبب تقليص عقوبات الاتحاد الأوروبي التي سمحت للدول غير الساحلية بمواصلة شراء المنتج عبر خط "أنابيب دروجبا" (Druzhba) ـ ويشار له أحيانا باسم خط أنابيب الصداقة ـ الذي يمتد من روسيا إلى أوروبا حتى تتمكَّن من إيجاد حل بديل. جميع شحنات النفط الروسي المنقولة بحرًا إلى الاتحاد الأوروبي محظورة.
وانتقدت موسكو أوكرانيا يوم الثلاثاء بسبب العقوبات الجديدة. وزعمت المتحدِّثة باسم وزارة الخارجية «ماريا زاخاروفا» أن كييف حوَّلت “عبور موارد الطاقة إلى زر حرفي للتلاعب بالناس والبلدان والأمم.” وخفَّضت روسيا نفسها صادرات الغاز إلى العديد من دول الاتحاد الأوروبي وسط التوتُّرات التي أعقبت هجومها الشامل على أوكرانيا.