الإيطالية نيوز، الإثنين 15 يوليو 2024 - أعلن «ألبرتو فوجيموري» (Alberto Fujimori)، الذي حكم بيرو بطريقة شبه استبدادية من عام 1990 إلى عام 2000، عن ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية في بيرو المقرَّر إجراؤها عام 2026. ولا يزال «فوجيموري»، البالغ من العمر 85 عامًا ويعاني من مشاكل صحِّية خطيرة للغاية، يحظى بتقدير البيروفيين للنمو الاقتصادي الذي حدث خلال فترة ولايته. ومع ذلك، أُدين أربع مرَّات، في ثلاث قضايا بتهمة الفساد وواحدة بتهمة انتهاك حقوق الإنسان، وذلك لمسؤوليته عن مقتل 25 معارضًا سياسيًا مزعومًا على أيدي قوات الأمن البيروفية.
وفي عام 2009، حكم على «فوجيموري» بالسِّجن لمدَّة 25 عاما، لكن في عام 2017 أطلق سراحه من السِّجن بعد حصوله على عفو من رئيس بيرو آنذاك، «بيدرو بابلو كوتشينسكي» (Pedro Pablo Kuczynski)، رسميا لأسباب صحية. وفي أكتوبر 2018، ألغت المحكمة العليا في بيرو العفو وأمرت بإعادة «فوجيموري» إلى السجن لقضاء ما تبقَّى من عقوبته. استأنف «فوجيموري» الحكم لكنه خسر، وفي فبراير 2019 سُجن مرة أخرى.
وفي ديسمبر 2023، ألغت المحكمة الدستورية هذا الحكم، وتم إطلاق سراح «فوجيموري» من السجن. منذ ذلك الحين وهو يحاول إعادة تأهيل صورته عبر شبكات التواصل الاجتماعي أيضًا: فهو نشط جدًا على تيكتوك. وجرى الإعلان عن ترشُّحه للانتخابات الرئاسية بالاشتراك مع إبنته «كيكو فوجيموري» (Keiko Fujimori)، التي ترشَّحت أيضًا مرارًا وتكرارًا للانتخابات الرئاسية في البيرو، من دون أن تُنتخَب على الإطلاق.
وُلد فوجيموري في "ليما"، عاصمة بيرو، لأبوين يابانيين هاجرا إلى بيرو سنة 1934. درس من سنة 1956 إلى 1961 الهندسة الزراعية في جامعة مولينا الوطنية للزراعة، حيث نال شهادة الدكتوراه. بعد فترة وجيزة من عمله في التدريس، درس من سنة 1964 إلى سنة 1970 الرياضيات والفيزياء في جامعة ستراسبورغ. من سنة 1970، درس في جامعة "وسكانسن ميلْوُكي" ونال فيها شهادة إضافية وهي ماجستير في العلوم. بعد عودته إلى البيرو، أصبح رئيسا لكلية العلوم الطبيعية لـ "جامعة مولينا" سنة 1984، ثم عميدًا للجامعة. شغل مرتين منصب رئيس لجنة عمداء الجامعات في البيرو .
أصبح «فوجيموري» معروفًا عند الجمهور البيروفي، بعد استضافته في برنامج تلفزيوني. ساعده قُربُه من رئيس حزب الرابطة الشعبية الثورية الأمريكية ( )، أكبر الأحزاب البيروفية، على دخول عالم السياسة، قبل أن يؤسِّس سنة 1988 حزبه الخاص "كامبيو 90". دخل سباق الانتخابات الرئاسية لسنة 1990 كمرشَّح غير قوي نظرًا لحداثة عهده بالسياسة، لكنَّه استفاد كثيرا من سخط الرأي العام البيروفي إزاء الأحزاب السياسية التقليدية، الشيء الذي مكَّنه من إحداث مفاجأة كبيرة بالفوز بِـ %30،7 من مجموع أصوات الناخبين في الجولة الانتخابية الأولى. دخل الجولة الانتخابية الثانية كمنافس للمرشح الأوفرَ حظًّا الكاتب «ماريو بارغاس يوسا»، و الذي مثَّل حركة الوسط واليمين في البيرو، مما دفع أحزاب اليسارية للاصطفاف وراء «فوجيموري». بذلك تمكن «فوجيموري» من إحداث فوز مدوي، والفوز بِـ %56،5 من الأصوات ليصبح بذلك رئيسا للبلاد.
عند بداية فترته الرئاسية الأولى، كانت البلاد تعاني من وطأة أزمة اقتصادية خانقة وتضخُّم مالي كبير. هذا إضافة إلى مواجهات الدولة لمجموعات مسلَّحة مُتعدِّدة متورِّطة في أعمال عنف في أنحاء مُتعدِّدة من البيرو.