الإيطالية نيوز، السبت 29 يونيو 2024 - اختُتمت الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي مُتعدِّد الأبعاد بين المغرب وألمانيا بزيارة ممثِّلي الرباط إلى برلين خلال الأسبوع.
عقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، «ناصر بوريطة» (Nasser Bourita)، ووزيرة الشؤون الخارجية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، «أنَّالينا بيربوك» (Annalena Baerbock)، الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي متعدِّد الأبعاد ببرلين، كما جرى الاتِّفاق عليه في المغرب ـ بيان ألمانيا المشترَك الصادر في 25 أغسطس 2022. وفي نهاية جلسة الحوار الأولى، أكَّد الوزيران مجددًا على اهتمامهما المشترَك بمواصلة تنفيذ الإعلان المشترَك وتعزيز الشراكة متعدِّدة الأوجه في جميع جوانبها السياسية: يُعقَد الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد مرَّة كل سنتين بالتناوب بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية ويترأَّسه وزيرا الأعمال من البلدين..
كما أكدا مجدَّدًا على رغبتهما في مواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية وشجعوا الجهات الاقتصادية الفاعلة في هذا الصدد. وسلَّطا الضوء على الإمكانيات الاستثمارية الكبيرة التي يتمتَّع بها المغرب، كما أبرزها ميثاق الاستثمار المغربي.
وفي مجال التعاون في مجال الهجرة، أعرب الوزيران عن دعمهما لعمل مجموعة المجلس الثنائي المشترك المعني بالهجرة، التي عقدت جلستها الافتتاحية في 23 يناير 2024.
واتَّفقا على أن الحدَّ من الهجرة غير الشرعية يشكِّل تحدِّيًا مشتركًا ويتطلَّب نهجًا شاملًا يضمن المعايير الدولية لحقوق الإنسان. ولذلك اتَّفقا على مواصلة تحسين تنقُّل المهنيين، والهجرة القانونية، والإعادة إلى الوطن، وإعادة القبول، وإعادة الإدماج.
وفي مجال التعاون الأمني، رحَّبا بالبيان المشترك الذي وقَّعه وزيرا داخلية البلدين بتاريخ 31 أكتوبر 2023 والذي يهدف إلى استئناف التعاون في كافة مجالات السياسة الداخلية.
وشدَّد الوزيران على طموحهما المشترك لتعميق الحوار للتصدي بشكل مشترك للإرهاب والتحدِّيات الأمنية الأخرى، لا سيما في إطار التحالف العالمي ضد داعش والمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب. وشدَّدا على تعاونهما المثمر في مجالات سياسة المناخ والتنوع البيولوجي والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، والذي سيتم تعزيزه على المستوى الاستراتيجي.
ويرتكز هذا الحوار الاستراتيجي على القيم المشتركة والاحترام المتبادل بهدف إرساء مبادئ وأسس العلاقات بين المغرب وألمانيا، وتحديد الأسس التي سيتم عليها تطويرها والحفاظ على المصالح ذات الأولوية للطرفين.
وهو بمثابة أساس للمضي قدما في العلاقات الثنائية وتعزيز التماسك بين مختلف مجالات التعاون الثنائي. كما أنه بمثابة منصة للمناقشة والتشاور حول القضايا الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك قضايا الأمن والتنمية الإقليمية والدولية.
قضية الصحراء في قلب الحوار: ألمانيا تعتبر خطة الحكم الذاتي المغربية "جيدة".
قالت وزيرة الخارجية الألمانية «أنَّالينا بيربوك» في برلين إن "خطة الحكم الذاتي هي أساس فكرة حكيمة وممتازة لـ "حل نهائي" للنزاع حول الصحراء المغربية. وأكدت «بيربوك»، خلال الندوة الصحفية التي عقدت على هامش أشغال الدورة الأولى للحوار الثنائي الاستراتيجي بين المغرب وألمانيا، والتي ترأستها بشكل مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، «ناصر بوريطة»، على أهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي. كما أكدت مجدَّدًا على دعمها لجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي لهذه القضية. وعقد «بوريطة» و«بيربوك» الجلسة الأولى للحوار الاستراتيجي الثنائي، وفقا للبيان المشترك الذي جرى اعتماده خلال زيارة «بيربوك» للمغرب.
أعلنت ألمانيا أنَّها تتابع عن كثب المبادرات التي أطلقها الملك «محمد السادس» اتِّجاه إفريقيا، مستشهدةً بالمبادرة الملكية التي تهدف إلى تسهيل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي. كما رحَّبت ألمانيا بدور المغرب النشط والبنَّاء ومساهمته في السلام والاستقرار بالمنطقة، مؤكِّدة مُجدَّدا على أن المملكة شريك أساسي للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وألمانيا في إفريقيا وحلقة وصل حاسمة بين الشمال والجنوب.