كيف تهضم الثعابين الضخمة أجساد الإنسان بأكملها - الإيطالية نيوز

كيف تهضم الثعابين الضخمة أجساد الإنسان بأكملها

الإيطالية نيوز، الإثنين 10 يونيو 2024 - جرى العثور يوم الجمعة الماضي في إندونيسيا على جثة امرأة تبلغ من العمر 45 عامًا، كانت مفقودة لمدة يوم، في معدة ثعبان "بيثون" يبلغ طوله خمسة أمتار.  ووقعت الحادثة بالقرب من قرية "كاليمبانج" في منطقة جنوب "سولاويزي".


ومن النَّادر أن تهاجم الثعابين الكبيرة التي تعيش في الغابات الاستوائية البشر، ولكن في السنوات الأخيرة كانت هناك حالات أخرى، مرة أخرى في جزيرة "سولاويزي". وفي العام الماضي، قُتل ثعبان يبلغ طوله 8 أمتار أثناء سحق مزارع. وفي عام 2018، ابتلع ثعبان أخر يبلغ طوله 7 أمتار امرأة تبلغ من العمر 54 عامًا، وفي العام السابق، حدث ذلك لشاب يبلغ من العمر 25 عامًا مع ثعبان يبلغ طوله 4 أمتار.


وفقًا لِـ «ديفيد بينينغ» (David Penning)، الأستاذ المشارك في علم الأحياء بجامعة ولاية "ميسّوري" الجنوبية والذي ناقش هذه الحالات في الماضي مع موقع العلوم الشهير "لايڤ ساينس"، «من المحتمَل أن يحدث في كثير من الأحيان وقوع حوادث مع الثعابين والأَصَلات العاصرة بين الأشخاص الذين يحتفظون بها في منازلهم من دون اتِّخاذ تدابير السلامة اللازمة". ولكن من الممكن أنَّه مع زيادة إزالة الغابات وما يترتَّب على ذلك من تقلُّصٍ في "الموائل الطبيعية" لهذه الحيوانات، ستزداد الهجمات القاتلة. في إندونيسيا، وكذلك في البلدان الاستوائية الأُخرى، يوجد مجتمعات من الناس يعيشون في المناطق الريفية القريبة جدًا من الغابات.


من المحتمَل أن الثعبان الذي قتل امرأة كاليمبانج كان ثعبانًا شبكيًا (Malayopython reticulatus)، وهو أطول أنواع الثعابين انتشارًا في العالم. إنها تعيش في العديد من دول جنوب شرق آسيا وليست سامَّةً. إنها تقتل فرائسها عن طريق نصب كمين لها ثم تلُفُّ نفسَها حول أجسادها: فهي لا تخنقها، بلتسحقها حتّى تسد الدورة الدموية لديها، مما يسبب توقُّف القلب، وبالتالي الموت. تأكل الأفراد الأصغر حجمًا مثل القوارض والخفافيش بشكل رئيسي، بينما تفترس الثدييات الأكبر حجمًا، بما في ذلك القرود والخنازير والغزلان، بالإضافة إلى حيوانات المزرعة أو الحيوانات الأليفة.


يمكنها ابتلاع فريسة كبيرة جدًا مقارنة بكتلة أجسامها، والتي تلتهمها كاملة. إنها قادرةُُ على فتح فكَّيْها على نطاق واسع للغاية بفضل الأربطة المرنة للغاية، وعادةً ما تبتلع الفريسة بدءًا من الرأس.  يصعب ابتلاع الأجساد البشرية بشكل خاص بسبب شكل الكتفين، والتي تكون أعرض من الرأس، ولكن إذا لم يكن الشخص طويل القامة، كما رأينا في "سولاويزي"، فيمكن للثعابين الشبكية الأكبر حجمًا أن تتمكن من ابتلاعها.


إنَّ أكثر ما يميز الثعابين الشبكية والأنواع الأخرى من الثعابين والثعابين إثارة للدهشة هو قدرة معدتها على هضم فريسة كبيرة تبتلعها بالكامل (بما في ذلك الملابس في حالة البشر). للقيام بذلك، تقوم بإعادة تشكيل نظامها الهضمي، وتوسيع كل من المعدة والأمعاء، والتي تشغل مساحة صغيرة جدًا في الجسم خلال فترات الصيام. ولكنَّها قبل كل شيء تنتج كمية كبيرة من العصارات المعدية شديدة الحموضة (تلك التي تعمل أيضًا عند البشر على فسخ الوجبة إلى مواد أبسط) والتي تسمح بفسخ الفريسة التي لم تُمضَغ، والتي يمكن أن تؤدِّي وفي بعض الحالات، قد يكون وزنه مشابهًا لوزن الثعبان الذي ابتلعه. أما الأمعاء، فإن الخلايا الموجودة على جدرانها تتمدد حتى أربع مرات، لتمتصَّ السكريات والمواد المغذية الأخرى من الطعام الذي مرَّ عبر المعدة بالفعل.


وفي عملية الهضم، يزداد أيضًا حجم قلب الثعبان ء يمكن أن يصل النمو إلى 40 بالمائة ء لضخ المزيد من الدم وبالتالي زيادة دوران الأكسجين في الجسم: بشكل عام تكون زيادة كبيرة في النشاط الأيضي. ويزداد أيضًا حجم الأعضاء الأخرى، مثل الكبد والكليتين. هذا الإنفاق الكبير من الطاقة، والذي يُعوَّض عن طريق هضم الفريسة، أمر نادر في حياة الثعابين: بعد هضم حيوان كبير، يمكن أن تمرَّ عدة أشهر من دون تناول الطعام، مُعتمدةً فقط على الطاقة التي تم الحصول عليها من الوجبة السابقة.


وعثر القرويون على الثعبان الذي قتل امرأة "كاليمبانج" في مكان غير بعيد عن المكان الذي شوهدت فيه المرأة آخر مرة، وهي مشغولة بتناول الطعام. وأوضح تورم جسدها ما حدث: جرى قتل الثعبان وتقطيعه لاستعادة بقايا المرأة.