إستونيا: “نحن نُقَيِّم بجدية إرسال قوات إلى كييف” - الإيطالية نيوز

إستونيا: “نحن نُقَيِّم بجدية إرسال قوات إلى كييف”

الإيطالية نيوز، الثلاثاء 14 مايو 2024 - تناقش حكومة إستونيا "بجدِّية" إمكانية إرسال قوَّات إلى غرب أوكرانيا لتولي أدوار قتالية غير مباشرة، وأدوار في "الخلفية" من القوات الأوكرانية من أجل دعمها في القتال على الجبهة.


وقال مستشار الأمن القومي للرئيس الإستوني «ماديس رول» (Madis Roll)، إن الحكومة "تناقش بجدِّية إمكانية" إرسال قُوَّات إلى غرب أوكرانيا.


وقال «ماديس رول» إنَّ السُّلطة التنفيذية تجري حاليًا تحليلًا للخُطوة المحتمَلة، وعلى الرَّغم من قوله إنَّ إستونيا تُفضِّل القيام بأيِّ خطوةٍ من هذا القبيل كجزءٍ من مُهمَّة كاملة لحلف شمال الأطلسي - "لإظهار القوَّة والتصميم المشتركين على نطاق أوسع" - لم يستبعد أن تعمل إستونيا في ائتلاف مُصغَّر.


وقال في 10 مايو في القصر الرئاسي هنا: "المناقشات مستمرَّة". "يجب أن ننظر إلى كل الاحتمالات. لا ينبغي لنا أن نُقيِّد عقولنا فيما يُمكننا القيام به”. وشدَّد أيضًا على أنَّه "ليس مِنَ المستبعَد" أن تغيِّر دول الناتو المعارِضة لمثل هذه الخُطوة رأيها "مع مرور الوقت".


جاءت تعليقات «رول» بعد أن صرح قائد قوات الدفاع الإستونية، الجنرال «مارتن هيريم» (Martin Herem)، لموقع "بريكينغ ديفَنس" في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أنه دارت مناقشات في الجيش منذ أشهر حول إرسال قوات إلى غرب أوكرانيا لتولِّي وظائف مثل الخدمات الطبية أو الخدمات اللوجستية أو الدِّفاع الجوِّي لـبعض المدن الغربية، لكن الاتصال انقطع بشأن تلك المحادثات.


وكان «هيريم» يشير على الأرجح إلى الضجَّة التي أعقبت إعلان الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» أن الدول الغربية يجب أن تكون مُنفتِحة لمناقشة إرسال قواتها البرِّية لمساعدة أوكرانيا. (بدت «كالاس»، رئيسة الوزراء الإستونية، في مارس، تدافع عن بيان «ماكرون»، مشيرة إلى أنَّه لم يكن يتحدث على وجه التحديد عن إرسال قوات برية إلى القتال.  وقالت: “بنفس الطريقة، يمكنني أن أؤكد لكم أن جنودنا لن يذهبوا إلى هناك للقتال.”)

ومُردِّدًا صدى «هيريم» و «رول»، قال «ماركو ميكلسون» (Marko Mihkelson)، وهو مُشرِّع إستوني رئيسي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية، سابقًا في تصريح لـ "بريكينع ديفينسي" أن الدول الأوروبية "يجب أن تبدأ في التفكير في تحالف من الراغبين" لمساعدة كييف بشكل مباشر، وربَّما من خلال قوات قتالية مباشرة.


إن استعداد الدول المختلفة لإرسال بعض القوات إلى أوكرانيا هو خط فاصل محتمَل داخل الناتو. وعلى الرَّغم من أنَّ كل عضو في الحلف يتمتَّع بالحُريِّة في إرسال قوَّات حيثما يشعر أنه من الضروري تحقيق مصالحه الوطنية، إلَّا أنَّ بعض الدول كانت واضحة في أنَّها ترى مُخاطرة أكبر من المكافأة في القيام بذلك.


 والجدير بالذكر أنَّ ألمانيا والولايات المتَّحدة رفضتا رفضًا قاطعًا فكرة إرسال قوات. وأشار سفير الولايات المتحدة لدى إستونيا، «جورج كينت» (George Kent)، إلى سياسة إدارة «جو بايدن» المتمثِّلة في مساعدة أوكرانيا من خلال حُزم مساعدات كبيرة، ولكن مع الالتزام الصارم بعدم إرسال جنود أمريكيين.


وعندما سُئل من طرف صحفي في 9 مايو في واشنطن عن كيفية رد فعل روسيا على وجود قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا، أجاب رئيس الأركان البريطاني الأدميرال «توني راداكين» (Tony Radakin) مراوغًا، قائلاً: “لن أخوض في الكثير من التعليقات على سؤالك، إذا كنت لا تمانع... موقف المملكة المتحدة واضح جدًا من حيث أن هذا ليس المسار الذي يريد رئيس الوزراء أن يسلكه.” ومع ذلك، أكَّد على أنَّ موقف المملكة المتَّحدة “لا يحكمه رد فعل روسيا”. وقال إنَّه بدلًا من ذلك يعتمد على ما تعتبره المملكة المتَّحدة النهج الأفضل بشكل عام: “أعتقد أن ما رأيتموه على طول الطريق هو أن المملكة المتحدة فعلت الشيء الصحيح، بناءً على حكمها على ما يجب القيام به.”


وعلى النقيض من ذلك، هناك تصريح «ماكرون»، وكذلك رئيسة الوزراء الليتوانية «إنغريدا سيمونيتي» (Ingrida Šimonytė) التي صرَّحت مؤخَّرًا لصحيفة "فايننشال تايمز" بأنَّها منفتِحة على إرسال قوات ليتوانية إلى أوكرانيا لتدريب قوات كييف هناك. وكتبت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن «سيمونيتي» تتوقَّع أن ترى روسيا هذه الخطوة بمثابة تصعيد، لكنَّها أضافت: "إذا فكرنا فقط في الرد الروسي، فلن نتمكَّن من إرسال أي شيء. كل أسبوعين تسمع أن شخصًا ما سيتعرض لقصف نووي”. وأضافت «سيمونيتي» أنَّ أوكرانيا لم تطلب قواتها حتى هذه اللحظة.