الحملة الانتخابية لِـ«ريشي سوناك» في المملكة المتحدة بشكل لم تبدأ جيِّدًا - الإيطالية نيوز

الحملة الانتخابية لِـ«ريشي سوناك» في المملكة المتحدة بشكل لم تبدأ جيِّدًا

الإيطالية نيوز، الجمعة 24 مايو 2024 - بدأت الحملة الانتخابية يوم الخميس في المملكة المتحدة قبل الانتخابات التي دعا إليها رئيس الوزراء «ريشي سوناك» في 4 يوليو. وقد دعا «سوناك» إلى الانتخابات قبل بضعة أشهر من الموعد المتوقَّع، في خطوة اعتبرها الكثيرون مُقامَرة: فحزب المحافظين الذي يتزعمه «سوناك» في وضع غير مؤاتٍ للغاية مقارنة بحزب العمال، ويجب عليه سدَّ فجوة كبيرة في وقت قصير. على الرغم من ذلك، كان اليوم الأوَّل من الحملة سيِّئًا بشكل خاص بالنسبة لرئيس الوزراء.


 كان على «سوناك» أن يعترف بأنَّ بعض الإجراءت التي ركَّزت عليها حكومته في الأشهر الأخيرة لن يحدثَ تنفيذها قبل الانتخابات: على وجه الخصوص، لن تُقلع أي رحلة تقلُّ مهاجرين من المملكة المتحدة إلى رواندا قبل الرابع من يوليو، تنفيذًا للقانون المتنازَع عليه بشأن نقل طالبي اللجوء، والذي جرت الموافقة عليه نهائيًا في نهاية أبريل. والقانون الذي كان من المفترَض أن يمنع إلى الأبد الأشخاص الذين وُلدوا بعد الأول من يناير 2009 من شراء السجائر، وبالتالي ضمان "أن تكبر الأجيال الجديدة خالية من التدخين"، لن تحدث الموافقة عليه بشكل نهائي. وذلك لأنَّ البرلمان البريطاني يغلق أعماله اليوم الجمعة، ولن يكون لديه الوقت للموافقة على هذا القانون، بالإضافة إلى قوانين أخرى حددها «سوناك» نفسه والمحافظون حتى الأسبوع الماضي بأنها أساسية: من بين أمور أخرى، سيتم تأجيل إصلاح واسع النطاق للعدالة الجنائية وإجراءات للحدِّ من عمليات الإخلاء العشوائي للمستأجرين من قبل أصحاب العقارات في إنجلترا.


وفيما يتعلق بنقل طالبي اللجوء إلى رواندا، اضطر «سوناك» نفسه إلى الاعتراف يوم الخميس بأنه لا يوجد وقت فني لتنظيم الرحلات الجوية الأولى قبل الانتخابات. وقد أعلن زعيم حزب العمال «كير ستارمر» بالفعل أن حكومته المحتملة (على الأرجح وفقًا لاستطلاعات الرأي) ستلغي هذا الإجراء على الفور، والذي دفعت الحكومة البريطانية مقابله بالفعل 220 من أصل 500 مليون جنيه استرليني متوقعة لرواندا (258 مليون يورو) 587).


وكان رفض تنفيذ الإجراء الذي كان في قلب المناقشة، والذي اعتبر محدِّدا لهوية المحافظين، سببًا في زيادة السخط داخل الحزب، الذي فوجئ بالفعل بقرار «سوناك» الدعوة لإجراء الانتخابات في يوليو، وليس في الخريف.  كما اشتكى بعض المسؤولين الحكوميين الرئيسيين للصحف البريطانية من عدم الاستعداد العام للحملة، قائلين إنَّهم لا يعرفون بالضَّبط ما هي القضايا والمقترحات التي سيتم تقديمها للناخبين.


وقدَّر استطلاع للرأي يوم الخميس أن عيوب المحافظين في ازدياد:  يُنسَب إلى حزب العمَّال تقدَّم بنسبة 26 نقطة مئوية، في حين أنَّ الدَّعم للحزب في الحكومة لمدة 14 عامًا كان سينخفض ​​إلى أقل من 20 في المائة للمرة الأولى.


وأعلن إثنان وسبعون من أعضاء البرلمان المحافظين الحاليين أنَّهم لن يترشَّحوا لإعادة انتخابهم، من إجمالي 344: وهو رقمُُ مرتفعُُ للغاية، قريبُُ من الرقم القياسي المسجَّل في عام 1997، عندما لم يترشَّح 75 شخصًا لإعادة انتخابهم. وفي تلك الانتخابات حقَّق حزب العمَّال بزعامة «توني بلير» نصرًا كبيرًا.


حتّى الآن، كان التأثير الإيجابي الوحيد للانتخابات المبكِّرة لحزب المحافظين هو الإعلان عن أن «نايجل فاراج» (Nigel Farage) لن يترشَّح لمقعد في البرلمان: قال مؤسِّس حزب إصلاح المملكة المتحدة اليميني والزعيم السابق للحركة التي أدَّت إلى الاستفتاء على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، إن ستَّة أسابيع هي فترة قصيرة للغاية لإعداد الترشيح، وأنه سيواصل التركيز بشأن الانتخابات الأمريكية، دعماً لِـ «دونالد ترامب». وبدلًا من ذلك، أعلن حزب الإصلاح في المملكة المتحدة أنه سيقدم مرشحين في جميع الدوائر الانتخابية: وتشير استطلاعات الرأي إلى أنَّهم قد يحصلون على ما بين %12 إلى %14 من الأصوات.


وحتَّى على مستوى الأحداث، شهد اليوم الأوَّل من حملة «سوناك» الانتخابية بعض العوائق. زار رئيس الوزراء مصنعًا للبسكويت في "ويلز"، ثم مصنعًا للجُعَّة. في المصنع، أجاب «سوناك» على أسئلة العمال، لكن تبين لاحقًا أن اثنين من الأشخاص الذين استجوبوه حول مواضيع مألوفة جدًا بالنسبة له كانا في الواقع مسؤولين في الحزب واختلطا مع الجمهور. في قاعة البيرَّة، سأل «سوناك» الحاضرين عما إذا كانوا متشوِّقين لرؤية بدء بطولة كرة القدم الأوروبية (المقرَّرة في ألمانيا بين 14 يونيو و14 يوليو). وجرى تذكيره، بعد بضع ثوان من الصَّمت، بأنَّ منتخب "ويلز" لم يتأهَّل للحدث.