الإيطالية نيوز، الجمعة 24 مايو 2024 - وافق برلمان كوسوفو يوم أمس الخميس على اتفاق لإستقبال 300 سجين من السجون الدنماركية لمدة 10 سنوات. وستحصل كوسوفو على 210 ملايين يورو في المقابل، 21 منها سنويًا. جرى التوصُّل إلى الاتِّفاقية في عام 2021 وجرى التوقيع عليها في أبريل 2023، لكنَّها كانت تنتظر الموافقة النهائية في كوسوفو لدخولها حيِّز التنفيذ: والآن لن يتعيَّن عليها سوى التصديق عليها من قبل رئيس الجمهورية.
وتريد الحكومة الدنماركية، بدعم من ائتلاف كبير يضمُّ أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط اعتبارًا من عام 2022، استخدام نقل السجناء إلى كوسوفو لتقليل الاكتظاظ في سجونها، ولكن أيضًا لتشجيع عمليات الطرد اللاحقة للأجانب المدانين من خارج الاتحاد الأوروبي. وفي الواقع، ينصُّ الاتفاق على عدم عودة السجناء إلى الدنمارك بعد انتهاء مدة عقوبتهم.
بشأن هذا الموضوع، قال وزير العدل الدنماركي «بيتر هوملجارد» (Peter Hummelgaard) إن الاتِّفاقية تبعث بإشارة واضحة إلى المجرمين الأجانب: "مستقبلهم ليس في الدنمارك، وبالتَّالي لا ينبغي لهم حتَّى قضاء عقوباتهم هنا".
والسجن الذي تم اختياره هو سجن مدينة "جيلان"، جنوب العاصمة "بريشتينا"، حيث سيجري العمل على التأكُّد من أن ظروف الاحتجاز مطابقة لظروف نظام السجون الدنماركي. وفي الواقع، تعرَّض الاتِّفاق لانتقادات من قبل المعارَضة والمنظَّمات غير الحكومية لأنَّ حوادث العنف والفساد ومخاطر التطرُّف السياسي والديني ونقص الرعاية الطبِّية تتكرَّر في سجون كوسوفو. سيَحدثُ استبعاد المواطنين الدنماركيين والمُدانين بالإرهاب أو جرائم الحرب والسجناء الذين يعانون من مشاكل في الصحَّة العقلية من عمليات النقل. يوجد حاليًا 1000 شخص في السجون الدنماركية أكثر من الطاقة الاستيعابية المتوقَّعة، وفقًا لتقديرات الحكومة، مع اكتظاظ السجون بنحو 124 بالمائة وقريب جدًا من نظيره في إيطاليا.
أعلنت حكومة كوسوفو أنها ستستخدم الأموال التي تلقَّتها من الدنمارك لتحسين نظام السُّجون لديها والاستثمار في إنتاج الطاقة من مصادر متجدِّدة. ووافق البرلمان على الاتِّفاق بأغلبية 86 صوتًا، بعد أسبوع من رفضه في تصويت سابق.
تقع كوسوفو بين صربيا والجبل الأسود وألبانيا ومقدونيا وهي أكبر قليلًا من إقليم "أبروتسو" الإيطالي. إنَّها أحدث دولة في أوروبا، بعد أن أعلنت استقلالها في عام 2008، وواحدة من أفقر الدول في القارَّة. النجوم الستة التي تظهر على علمها الوطني تُمثِّل المجموعات العرقية الست التي تسكنها: "الألبان"، الذين يشكلون أكثر من %90 من السُكَّان، ثم "الصرب" و"الأتراك" و"الغوراني" و"الغجر" و"البوشناق" (المسلمون من أصل بوسني).
منذ عام 1999، توجد وحدة عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي، تُسمَّى "قوة كوسوفو" (KFOR)، في البلاد. وبدأت عملياتها بعد انتهاء التدخُّل العسكري في العام نفسه ضد جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية بقيادة «سلوبودان ميلوسيفيتش»، والذي كان مبررًا بضرورة وضع حد لحملة القمع والتطهير العرقي والعنف المتعمَّدة التي قام بها الصرب ضد السكان من أصل ألباني. ويوجد نحو 150 جنديًا دنماركيًا داخل "قوة كوسوفو".