«سوناك» هو زعيم حزب المحافظين، الذي يحكم المملكة المتَّحدة منذ نحو 14 عامًا. المجلس التشريعي الحالي في عامه الأخير وبموجب القانون كان من المفترض إجراء الانتخابات بحلول 28 يناير 2025. وقد دعا «سوناك» إلى الانتخابات في أوائل الصيف، رُبَّما للاستفادة من البيانات الإيجابية الأخيرة حول الاقتصاد لتحقيق أقصى قدرٍ من الإجماع لحزبه، الذي كان يُعاني من أزمة لبعض الوقت.
وفي الواقع، أعلن «سوناك» عن موعد الانتخابات بعد أن أعطى بعض الأخبار الجَيِّدة عن الوضع الاقتصادي للبلاد، وهو أمر جديد بعد سنوات أثار فيها ارتفاع التضخُّم وتكاليف المعيشة استياءً عامًا من الحكومة. في فبراير الماضي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي البريطاني للربع الثاني على التوالي، ليبدأ رسميًا الركود الفني، أي حالة من الصعوبات الاقتصادية المعتمَّدة.
وقال «سوناك» إن الاقتصاد يتحسَّن وأن التضخُّم عاد أخيرًا تحت السيطرة. ووفقاً لافتراضات النوَّاب المحافظين الذين أجرت صحيفة "الغارديانالغارديان" ووكالة "رويترزرويترز" مقابلات معهم، كان رئيس الوزراء سيُقرِّر الدعوة لإجراء انتخابات جديدة على الفور، ولم يتوقَّع المزيد من التحسُّن في الاقتصاد قبل الخريف، عندما كان يُعتقَد في السابق أنها ستكون مُعلَنة.
إنَّ تقديم موعد الانتخابات سيسمح أيضًا لِـ «سوناك» وحكومته باختتام الهيئة التشريعية قبل دخول القانون المتنازع عليه بشأن نقل طالبي اللجوء إلى رواندا حيِّز التنفيذ، والذي تعرَّض لانتقادات كثيرة ومناقشته بسبب الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان التي سيترتَّب عليها. وجرى إقرار القانون في أواخر أبريل بعد أشهر من العرقلة من قبل مجلس النواب، وهناك العديد من الشكوك حول ما إذا كانت الحكومة ستكون قادرة بالفعل على إرسال المهاجرين إلى رواندا، كما تَّدعي أنها تريد أن تفعل.
ومن المتوقَّع أن يفوز حزب العمال بزعامة كير ستارمر بأغلبية ساحقة في الانتخابات المُقبلة، حيث يتقدم بنحو 20 نقطة على حزب المحافظين في استطلاعات الرأي التي أجريت حتى الآن.