الإيطالية نيوز، الأربعاء 15 مايو 2024 - أبطلت محكمة هولندية عن «أمين أبو راشد»، هو زعيم مجتمعي وناشط فلسطيني مسجون من قبل السلطات الهولندية منذ 22 يونيو، جميع التهم المنسوبة إليه بسبب عمله الإنساني لدعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرير والعودة. ومباشرة بعد انتهاء جميع الإجراءات القانونية سيكون «أبو راشد» حرًا طليقًا.
وجرى اعتقال «أبو راشد» بعد أن رفعت شكاية قضائية لدى السلطات الهولندية من قبل ما يزعم أنها أطراف سياسية تابعة للسلطة الفلسطينية، التي يقودها محمود عباس: في الشكاية، اتُّهم «أبو راشد» بأنه "راعي الإرهاب" أثناء تنظيمه لعودة وتحرير شعبه ووطنه. ولذلك فإن هذا ليس هجومًا على «أبو راشد» فقط، بل هجومًا على الحركة الفلسطينية في هولندا ودوليًا. كما أنه هجوم على كافة الحركات التقدمية والثورية، وخاصة تلك المنتمية إلى مجتمعات الشتات، المهدَّدة في حقها في دعم الحركات التي تتعارض مع مصالح الدولة الهولندية.
تجدر الإشارة إلى أن المدعي العام استخدم "مقالات صحفية حول حملة لجمع التبرُّعات لحماس في أوروبا" كَسبَبٍ لفتح التحقيق. ونتيجة لذلك فإنَّ وسائل الإعلام الصهيونية تتحمَّل مسؤولية دورها في اعتقاله: قامت وسائل الإعلام الصهيونية في هولندا وإسرائيل والعالم على مدى عقود بحملة تشهير عنصرية ضد «أبو راشد». لقد حاولوا منذ أكثر من 20 عامًا تجريم عمله من أجل العدالة والحرية والدعم الإنساني لفلسطين. ومما يُثير القلق بشكل خاص أنَّ النائب العام يستشهد بـ "تقارير إعلامية" كأساس لاعتقال واحتجاز وسجن «أبو راشد»، خاصة وأن حملات التشهير هذه تستخدم بشكل روتيني من قبل المنظَّمات الصهيونية لمهاجمة أي منظَّمة وناشط مؤيِّد لفلسطين، والذين يعتبرونهم تحديًا كبيرًا.
وفي هولندا، قام السياسيون من الأحزاب اليمينية والأحزاب الأصولية المسيحية على مرِّ السنين بإدخال هذه الدعاية الصهيونية إلى البرلمانات. لكن هذه الهجمات تصاعدت على «أبو راشد» بشكل كبير في شهر مايو من هذا العام، مع انعقاد مؤتمر فلسطين الأوروبي في مالمو بالسويد، والذي يرأسه، والذي اجتذب الآلاف من الحضور على الرغم من حملة التشهير ضده.
«أمين أبو راشد» هو زعيم ومنظم مجتمعي فلسطيني بارز ومحترم، وُلد في بيروت عام 1967. كان ناشطًا من أجل القضية الفلسطينية وفقد ذراعَه اليمنى خلال الحرب الأهلية اللبنانية. وفي عام 1992 انتقل إلى هولندا وحصل على حق اللجوء. ويعيش «أمين» في هولندا منذ ذلك الحين. وهو متزوج ولديه إبنتان.
على مدار الثلاثين عامًا الماضية، أصبح أمين أحد أكثر الشخصيات نشاطًا في الحركة الفلسطينية في هولندا، من خلال العديد من المنظمات والمؤسسات المجتمعية، مثل "الجالية الفلسطينية في هولندا" (Palestijnse Gemeenschap في Nederland) و "البيت الفلسطيني" (het Palestijnse Huis).
وتقوم هذه المنظمات بتنظيم وتمكين الفلسطينيين في هولندا، وتنظيم التحركات السياسية والمظاهرات من أجل تحرير فلسطين ودعم أهلهم في مخيمات اللاجئين في فلسطين والمنطقة من خلال المساعدات الإنسانية. كما أنه يتمتَّع بتاريخٍ طويلٍ من العمل لدعم التضامن الدولي مع فلسطين، ولا سيما من خلال مشروعٍ أسطول الحرية لإبحار القوارب إلى غزَّة لكسر الحصار.
وهو أيضًا رئيس مؤتمر الفلسطينيين في أوروبا، الذي اجتذب مؤخَّرًا آلاف الأشخاص إلى مؤتمره في "مالمو"، بالسويد، في مايو 2023. وقد تعرَّض المؤتمر لهجوم شديد من قبل القوات الصهيونية، التي حاولت إجبار السياسيين، بما في ذلك أولئك الذين لديهم موقف واضح مؤيِّد لفلسطين، على مقاطعة المؤتمر أو منع انعقاد المؤتمر. ويأتي ذلك بالتزامن مع هجوم السلطة الفلسطينية على المؤتمر وعمل تنظيم الفلسطينيين في أوروبا. وفي توبيخ حاد لكل هذه المحاولات الدعائية، حقَّق المؤتمر نجاحًا كبيرًا في تعبئة المجتمع الفلسطيني حول رسالة التزام واضح بحق العودة على طريق التحرير الفلسطيني.