الإيطالية نيوز، الإثنين 13 مايو 2024 - مع إعادة تأكيده كرئيس لوزارة الخارجية، يرفع «سيرغي لافروف» نبرته، بما يتَّفق مع الاتِّهامات التي وُجِّهت منذ بعض الوقت ضدَّ حلف شمال الأطلسي بأنَّه في حالة حرب بالفعل مع روسيا وبعد الفرضية التي أثارها الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» بشأن إرسال جنود.
وقال: “إذا كانت الدول الغربية راغبة في حل الصراع الأوكراني من خلال التدخل العسكري المُعلَن في ساحة المعركة، فإن "موسكو مستعدَّةُُ.”
وتأكيدًا للوضع المأساوي للقوات الأوكرانية، خاصَّةً على الجبهة الجديدة في منطقة خاركيف، وصلت أنباء في هذه الأثناء عن قيام كييف بإقالة قائد المنطقة الشمالية الشرقية «يوري جالوشكين»، واستبداله بالعميد «ميخايلو دراباتي».
لا يوجد تفسير رسمي للدوافع، لكن صحيفة "نيويورك تايمز" تتحدَّث عن خلافات نشأت داخل القوَّات المسلَّحة بسبب تَقدُّم الروس من دون عوائق تقريبًا في الأيام الأربعة الماضية، مما أدَّى إلى سقوط عشرات القرى وفرار ما يقرب من 6000 مدني، بحسب تقديرات حاكم منطقة خاركيف، «أوليغ سينيجوبوف». ونقلت الصحيفة الأمريكية عن القائد المحلي «دينيس ياروسلافسكي» قوله إنه "لم تكن هناك تحصينات وحقول ألغام" للدفاع عن خط المواجهة و"دخل العدو بحرية". وينفي مسؤولون أوكرانيون أخرون ذلك، قائلين إنه تضليل روسي.
وقال الحاكم «سينيجوبوف» إنَّ 30 موقعًا لا يزال تحت النيران الروسية في منطقة خاركيف. وتقول السلطات الأوكرانية إنَّ الهجوم يستهدف مدينتي "ليبتسي" و"فوفشانسك". وقال قائد شرطة المنطقة إن الأخيرة تتحوَّل إلى مدينة باخموت أخرى في منطقة دونيتسك التي احتلَّتها القوات الروسية العام الماضي بعد معركة دامية.
وقال رئيس مجلس الأمن الأوكراني «أولكسندر ليتفينينكو» في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إنَّ الروس عبروا الحدود الشمالية مع 30 ألف جندي. لكن ليس من المؤكَّد بعد ما هو هدفهم: هذا يعني إنشاء منطقة أمنية في أوكرانيا لوضع حدٍّ لقصف قوات كييف على المناطق الحدودية الروسية، أو فتح جبهة ثانية حقيقية، أو ببساطة إجبار الأوكرانيين على جلب تعزيزات إلى المنطقة، مما يترك خط المواجهة في دونباس من دون دفاع بشكل خطير. والأمر المؤكَّد، بحسب «ليتفينينكو»، هو أنَّه "لا يوجد أي تهديد بالاعتداء على مدينة خاركيف"، ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد كييف.
وتقول وزارة الدفاع الروسية إنَ القوات الروسية تواصل تعزيز مواقعها على طول الجبهة بأكملها وتدمِّر الأسلحة التي تزوِّد بها الدول الغربية أوكرانيا. ومن بينها، ذكر لأول مرة قطعة مدفعية إيطالية من طراز "Oto Melara M56" عيار 105 ملم. وتزعم روسيا أنَّ الإمدادات العسكرية من دول الناتو إلى كييف تشهد على تورِّطها في الحرب. ومن هنا جاء تحذير «لافروف» القاسي من احتمال نشوب حرب مباشرة بين موسكو والحلف.
وردَّ متحدث باسم الاتحاد قائلًا: “إنَّ روسيا هي التي بدأت هذه الحرب، إنَّها روسيا التي تريد إغلاقها في ساحة المعركة، وليس الاتِّحاد الأوروبي”، مضيفاً أن “كل ما يتطلبه الأمر هو كلمة واحدة لوَضْع حَدٍّ للحرب: أن يسحب بوتين القوات.”
في غضون ذلك، فإنَّ التغييرات في تشكيل الحكومة الروسية التي قرَّرها الرئيس «فلاديمير بوتين» تؤكد الإلحاح على مواصلة الدفاع عن الأمن الداخلي لروسيا انطلاقا من تثبيت الأمن على الحدود الخارجية للبلاد. من جانبه أيضا، أكد «ليتفينينكو» أنه على الجانب الأوكراني، يُنظر إلى التعديل الوزاري على أنَّه إشارة إلى أن موسكو تستعد لحرب "طويلة الأمد".