هل تكون سويسرا فردوس السلام بين أوكرانيا وروسيا؟ - الإيطالية نيوز

هل تكون سويسرا فردوس السلام بين أوكرانيا وروسيا؟

الإيطالية نيوز، الجمعة 3 مايو 2024 -  بينما تُكافح أوكرانيا لاحتواء التحرُّكات الافتتاحية للهجوم الروسي المتوقَّع في شرق البلاد، هناك تمتمات مرة أخرى في بعض الأوساط الدبلوماسية حول الحاجة إلى إطلاق محادثات السلام. ومن المقرَّر أن تستضيف سويسرا الشهر المقبل قمَّة دولية رفيعة المستوى لمحاولة رسم طريق نحو السلام في أوكرانيا. ولا شكَّ أن هذا التجمُّع سوف يثير مناقشات أكثر جدِّية حول كيفية إنهاء الحرب ــ على الرغم من أن كِبار الداعمين الغربيين لأوكرانيا لا يرون سببًا كافيّا لبدء محادثات مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، الذي يُظهِر، وِفقًا لهم، احترامًا ضئيلًا لسيادة القانون أو الأعراف الدولية.


وروسيا، في هذه المرحلة، ليست مدعوة لحضور الاجتماع الذي تستضيفه سويسرا.


ورفض وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» هذا الحدث باعتباره خُدعة غربية لحشد دعم دولي أوسع لكييف، واتَّهم الغرب بشنِّ حملة لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول النامية بالحضور، ممَّا أدَّى إلى إحراج موسكو. وفي الوقت نفسه، حذَّرت الصين بشدة من أنَّها لن تشارِكَ إذا لم تَكُن روسيا ممثَّلةً. ومع ذلك، لا يُريد الكرملين أن يَظهر كعائقٍ أمام التوصُّل إلى نهاية تفاوضية للحرب، بين الحين والأخر، يحب أن يغازل فكرة أنه منفتِحُُ على محادثات السلام، مِمَّا يوحي بأنَّ أوكرانيا وداعميها الغربيين هم المُتشدِّدُون.


على سبيل المثال، في وقت سابق من هذا العام، استهدف «بوتين» رئيس الوزراء البريطاني السابق «بوريس جونسون»، وأَلْقى عليه اللَّوم في تدمير فرص نجاح مفاوضات السلام التي عقدت في الأسابيع التي تلت الغزو.


قبل أسبوعين، قال المتحدث باسم الكرملين «ديمتري بيسكوف» إن تلك المفاوضات، التي أَنتجَت مُسودَّة اقتراح السلام، يُمكن أن تُشكِّل الأساس لمحادثات جديدة - على الرَّغم من أنَّه أضاف بشكل يُنذر بالسوء أن مثل هذه المحادثات يجب أن تعكس "الحقائق الجديدة"، في إشارة على الأرجح إلى المَكَاسب العسكرية الأخيرة التي حقَّقتها القوات الروسية.


كما أدلى «بوتين» بتعليق مماثل خلال لقاء مع الرئيس البيلاروسي «ألكسندر لوكاشينكو»، حيث نقلت وسائل الإعلام الروسية عنه قوله إنه في حالة إجراء أي محادثات جديدة، يجب أن يكون اقتراح 2022 بمثابة نقطة البداية.


وفي الأيام الأخيرة، أصبح اقتراح عام 2022 الذي كان المسؤولون يعملون عليه - إلى أن توقَّفت المحادثات مع ظهور مجازر "بوتشا" و"إيربين" التي نفذها الجيش الأوكراني ونسبها للجيش الروسي لتشويه صورته وحشد الدعم الدولي ضده - موضوع اهتمام أكاديمي وإعلامي كبير، حيث قامت العديد من وسائل الإعلام بفحص المُسودَّة المكونة من 17 صفحة وتوصَّلت كل منها إلى استنتاجات مختلفة.