ووفقًا للشائعات التي نشرتها صحيفة "يونايتد ديلي نيوز" التايوانية، والتي أكَّدتها السلطات الحكومية التايوانية، فإنَّ الولايات المتَّحدة قد وضعت بشكل دائم "وحدات من القوات الخاصة للجيش" (القُبَّعات الخضراء) في جزيرة "كينمن أو كيموي" (حرفيا "البوابة الذهبية")، الأرخبيل الخاضع للسيادة التايوانية الذي يقع على بعد تسعة كيلومترات فقط من مدينة "شيامن" الصينية. جرت الموافقة على نشر "القُبَّعات الخضراء" بموجب قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2023.
ومن المتوقَّع أن يعمل هؤلاء الجنود النخبة كمصدر للوصول إلى المخابرات الأمريكية في الخطوط الأمامية، وتدريب قوات الجيش التايواني المتمركزة هناك، وتعزيز استعدادهم العملياتي وقدراتهم التنسيقية مع القوات الأمريكية، والأَهمُّ من ذلك أن يكونوا بمثابة سلك تعثُّر للردع الاستراتيجي اتِّجاه جمهورية الصين الشعبية، وإبلاغ بكين بتصميم الالتزام الأمريكي بالدِّفاع عن السيادة التايوانية، حتى خارج "فورموزا".
تعمل الخطوة الأمريكية الأخيرة على توسيع نطاق الالتزام الأمني الأمريكي اتِّجاه "تايوان" بشكل كبير، وتعكس سياسة التقييد الجغرافي التي استمرَّت لعقود من الزمن على تمديد المظلَّة الدفاعية الأمريكية.
تبدأ هذه القصة في عام 1949، عندما هاجمت القوات الصينية "أرخبيل كويموي" (كويموي الكبرى وكويموي الصغرى) في محاولة للهبوط البرمائي الذي أطلق عليه القوميون التابعون للجنرال العسكري وقائىد الحكومة الوطنية لجمهورية الصين من عام 1928 لعام 1975، «شيانغ كاي شيك»، والذي يُشار إليها في البر الرئيسي الصيني بإسم "وايشنغرين"، والتي تُترجم في لغة الماندرين إلى "أشخاص من خارج المقاطعة") والذين لجأوا إلى فورموزا في أكتوبر 1949 بعد الهزيمة التي مُنيوا بها في الحرب الأهلية ضد شيوعيي "ماو".
في 3 سبتمبر 1954، قصفت قوات "ماو" الشيوعية جزر "كويموي" و"جزر ماتسو" (لينتشيانغ) التي كانت تحت سيطرة القوميين التابعين "لتشيانغ"، وطردتهم من جزر "داتشن"، واستولت على جزر "ييجيانغشان". وكانت هذه الأحداث سببًا في اندلاع الأزمة الأولى في مضيق تايوان (1954ء1955).
وفي تلك الأشهر المضطرِبة، تبنَّى الرئيس الأميركي «دوايت "آيك" أيزنهاور» موقف الردع القوي، فأظهر علناً استعداد الولايات المتَّحدة لتسلُّق سُلَّم التصعيد لمنع أو معاقبة أي عدوان عسكري صيني محتمَل ضد تايوان.