الإيطالية نيوز، الخميس 30 مايو 2024 - أمضت رئيسة المفوضية الأوروبية، «أورسولا فون دير لاين»، عامًا في مغازلة رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية «جورجا ميلوني» كشريك محتمَل على السَّاحة الأوروبِّية. ولكن في الأسبوع الماضي، انفجرت في وجهها، حسب ما ذكرته "بوليتيكو"، وهي صحيفة أمريكية سياسية يومية تصدر في العاصمة واشنطن.
عشية الانتخابات الأوروبية، يهدد شركاء «فون دير لاين» من يسار الوسط في الائتلاف في بروكسل بمنعها من الترشُّح لولاية ثانية في إدارة السلطة التنفيذية للاتِّحاد الأوروبِّي إذا تعاونت مع «ميلوني»، التي يعتبرونها مُتشدِّدة إلى اليمين. وعلى الفور، قامت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي «مارين لوبان» بالتَودُّد إلى «ميلوني» من أجل التحالف هذا الأسبوع.
وقال «لِيو غوريتِّي» (Leo Goretti)، من معهد الشؤون الدولية في روما: “عَرَّضت «فون دير لاين» نفسها لانتقادات من يسار الوسط في محاولتها إنشاء جسر مع اليمين المُتشدِّد. لقد منحها ذلك صورة سياسية قد لا تكون جذَّابة لحلفائها. وكما نقول في روما، من يدخلُ المَجْمَع المُغلَق كـ "بابا"، يخرجُ منه "كاردينالاً.”
أمضت رئيس المفوضية الأوروبية الكثير من الوقت في إيطاليا. قامت «فون دير لاين» و«ميلوني» بمراقبة نقطة دخول المهاجرين إلى إيطاليا – وقدَّمت الكُتلة تعازيها للمجتمعات التي اجتاحتها الفيضانات وانضمت إليها عندما ناقشت «ميلوني» استراتيجيتها السياسية الموسَّعة في القارة الأفريقية في روما.
يبدو أنَّ العلاقة بين «ميلوني» و«فون دير لاين» ء اللتين بدت في الأيام الأخيرة أشبه بصديقتين أكثر من كونها صديقتين عاديتين ء في طريقها إلى التآكل، لدرجة أنَّها أصبحت عِبئًا سياسيًا على «فون دير لاين» في سعيهاللحصول على فترة ولاية ثانية كرئيسة للمُفوِّضية الأوروبية ولهدف حزبها الحفاظ على توازن القوى في الاتحاد الأوروبي. في الوقت الحالي، تنخرط السيِّدتان في رقصة سياسية محفوفة بالمخاطر، محاولتين الحفاظ على المظهر وفي الوقت نفسه عدم الإساءة إلى من هم في صفوفهما.
تبنَّت «فون دير لاين»، وزيرة الدِّفاع الألمانية السابقة، دورها كرئيسة تنفيذية للاتحاد الأوروبي منذ عام 2019 كمعقل للتيَّار المُحافِظ السائد، حيث روَّجت لرؤيتها (واتفاقها) لقارة محايِدة للمناخ، وإدارة أزمة تكلُفة المعيشة، والعمل من خلال الوباء، والتبشير بالدعم الأوروبي لأوكرانيا من خلال الغزو الروسي.
منذ أن أصبحت رئيسة للوزراء في عام 2022، قادت «ميلوني» حكومة إيطالية يمينية، ودفعت لفرض المزيد من القيود على هيئة الإذاعة الحكومية، ودعمت حملة ضد الهجرة.
في البداية، بدا المردود المحتمَل من القرب من «ميلوني» وكأنَّه مكسب كبير لرئيسة المفوضية الأوروبية.
في حين أنَّ حزب الشعب الأوروبي من يمين الوسط، موطن الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني بزعامة «فون دير لاين»، هو أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي، فإنَّ المجموعات الموجودة على يمينه تستعد للصعود بعد الانتخابات، وفقًا لاستطلاعات الرأي.
وكانت النتائج مُربِحة للجانبين: إذ ستحصل «فون دير لاين» على دعم إذا لم يحصل ائتلافها الحالي من الاشتراكيين والليبراليين على ما يكفي من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي، ويمكن لـ «ميلوني» أن ترمي بنفسها ومجموعتها اليمينية من المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين بشكل استراتيجي في المزيج الائتلافي المقبل.
ولم تستبعد «فون دير لاين» العمل مع مجلس "المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين" (ECRECR)، الذي يضم "إخوة إيطاليا" بقيادة «ميلوني»، بعد الانتخابات. عادة ما يكون أعضاء المجلس الأوروبي للإصلاحيين في البرلمان الأوروبي متشكِّكين بشدة في أوروبا، ويقفون إلى اليمين أكثر من الوسطيين الذين تنتمي إليهم «فون دير لاين».
ويهاجم الاشتراكيون والليبراليون، الذين يشكلون جُزءًا من ائتلاف «فون دير لاين» الحالي في بروكسل، بشكل متزايد «فون دير لاين» لدرجة أنَّهم هددوها بنسف فترة ولاية ثانية إذا اختارت التعاون مع «ميلوني» أو المجلس الأوروبي للإصلاح. كما جعلت «فون دير لاين» نفسَها عرضةً لانتقادات من حزبها.