الإيطالية نيوز، الإثنين 22 أبريل 2024 - وافقت واشنطن على إرسال مليارات إضافية من المساعدات إلى أوكرانيا، لكن رسالة كييف إلى أوروبا واضحة: “أنتم لستم خارج نطاق المسؤولية”. وقال وزير الخارجية الأوكراني «دميترو كوليبا» (Dmytro Kuleba) خلال مكالمة عبر الفيديو مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين: “نرحِّبُ جميعًا بقرار مجلس النواب الأمريكي … لكنَّنا في أوروبا لا نستطيع ولا ينبغي لنا أن نسترخي،لأن الدفاع عن أوروبا هو في المقام الأول مسألة تخصُّنا نحن الأوروبيون.”
ووعد رؤساء الدول والحكومات الأوروبية الأسبوع الماضي بتعزيز دعمهم الدفاعي الجوي لأوكرانيا، في أعقاب إعلان ألمانيا أنها عزمت على إرسال نظام دفاع جوي "باتريوت" إلى كييف.
وقال رئيس المجلس الأوروبي «شارل ميشيل» (Charles Michel) بعد اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل "المسألة ليست مسألة أشهر، ولكن مسألة أيّام وأسابيع". كما تعهَّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ينس ستولتنبرغ» (Jens Stoltenberg) بالإعلان عن المزيد من المساعدة في مجال الدفاع الجوي لأوكرانيا خلال الأيَّام المُقبلة.
بعد أشهر من المُماطَلَة، يوافق مجلس النواب ،الولايات المتحدة، يوم السبت، على الموافَقة على حُزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار، ليبقى القرار النهائي في يد مجلس الشيوخ؛ وبعد الموافقة عليه هناك، من المرجح أن يذهب مباشرة إلى البيت الأبيض ليوقِّعَه الرئيس «جو بايدن» (Joe Biden). ومن المَبلغ الإجمالي، جرى تخصيص 60.8 مليار دولار لأوكرانيا لتحديث الأسلحة وتجديد خزانات الحبوب وتمويل الخدمات اللوجستية اللازمة لإخراج الأسلحة من مواقع التخزين في جميع أنحاء أوروبا وإلى خط المواجهة.
وحتَّى الآن استجاب عدد قليل من دول الاتحاد الأوروبي علنًا لدعوة برلين لإرسال أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا، على الرغم من أن دبلوماسيًا كبيرًا قال إن بعض الدول قد تختار دعم الدفاع الجوي على أساس غير علني.
ورغم وجود أنظمة أرضءجو بديلة، فإنَّ خبراء الدفاع يعتبرون صواريخ "باتريوت" الأمريكية الصنع الخيار الأكثر فعالية لأوكرانيا للاستخدام ضد روسيا. وتمتلك ست دول في الاتحاد الأوروبي صواريخ باتريوت - ألمانيا وبولندا واليونان ورومانيا وإسبانيا وهولندا - ولكن من غير الواضح ما إذا يُسلَّم أي منها إلى كييف.
وركَّز «جونسون»، الوزير السويدي، على الالتزامات المالية للمخطَّط الألماني، وكذلك على إمكانية تقديم مُعدَّات دفاع جوي غير "باتريوت". وقدّمت زميلته الهولندية «كايسا أولونجرين» (Kajsa Ollongren) إجابة عامة مماثلة: “نحن نفعل كل شيء، فنوفِّرُ التمويل، ولكنَّنا نساعد أيضاً في تسريع التسليم الفعلي لأنَّه مطلوبُُ اليوم، وليس غدًا.”
على المدى القصير، يشير الوضع في أوكرانيا إلى أن هناك حاجة إلى كل المساعدة، كما تقول أوكرانيا وحلفاؤها. لذا، تطالب أوكرانيا منذ أشهر بمزيد من المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ بعيدة المدى والطائرات المقاتِلة، حيث تقول قوات الخطوط الأمامية وكبار السياسيين إنَّهم يخاطرون بخسارة الأرض في ساحة المعركة، وربما حتَّى الحرب نفسها.
ولكن على المدى الطويل، فإن حزمة المساعدات التي تسعى الولايات المتحدة إلى تقديمها لا تغيّر الوضع الذي تواجهه أوروبا: يجب على الكتلة زيادة دعمها لأوكرانيا وتعزيز قدراتها الدفاعية بدلاً من الاستمرار في الاعتماد على الولايات المتحدة كمظلة أمنية. لماذا ؟ لأن احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) ساعد في تشكيل إعادة التفكير الأمني.