ونشرت الوزارة "العَطاء" قبل بضعة أسابيع وتهدف إلى تمويل مشاريع بحثية بين إيطاليا وإسرائيل في ثلاثة قطاعات: تكنولوجيا التربة، وتكنولوجيا المياه، والبصريات الدَّقيقة. وعندما بقي ما يقرب من شهر قبل الموعد النهائي المحدَّد في 10 أبريل، لم تكن جامعة "تورينو" قد قدَّمت مقترحاتها بعد، وقد أبدى ثلاثة أساتذة فقط اهتمامهم بالمشاركة ثم غيَّروا رأيهم.
ويرجع أصل هذا الاقتراح إلى بعض الجمعيات والجمعيات الطلابية التي طلبت من الجامعة الالتزام بالرسالة الموقَّعة من قبل أكثر من 1800 أستاذ وباحث وموظَّف إداري فنِّي في العديد من الجامعات الإيطالية، بينهم 60 من جامعة تورينو لمطالبة وزير الخارجية «أنطونيو تاياني» (Antonio Tajani) بتعليق الحظر. وكان الدَّافع وراء الطلب هو مخاطر تمويل الأبحاث في ما يسمى بالتكنولوجيا ذات الاستخدام المُزدوَج، أي للأغراض المدنية والعسكرية أيضًا.
في الواقع، الطلاب بتعليق جميع اتفاقيات التعاون التسعة الجارية بين جامعة تورينو والجامعات الإسرائيلية. وفي يوم الثلاثاء 20 مارس، قاطع طلاب مجموعتي "لنُغيِّر المسار" و"مشروع فلسطين" جلسة المجلس الأكاديمي ورفعوا لافتات في غرفة رئيس الجامعة. ومع ذلك، لم يؤخذ طلبهم بعين الاعتبار إلا بشكل جزئي: اقتصر المجلس الأكاديمي لجامعة تورينو على التصويت على الاقتراح المتعلق بالعطاء التالي وتعليق أي مشاركة مستقبلية ما لم توقف إسرائيل الحرب على فلسطينيي غزة.
ثم جرت الموافقة على الاقتراح بالأغلبية. وامتنع إثنان فقط من الأعضاء في المجلس عن التصويت، وكان هناك صوت واحد فقط معارِض، وهو صوت مديرة قسم الرياضيات سوزانّا تيرَّاتْشيني (Susanna Terracini). وقالت لصحيفة "كورييري تورينو": "لم يكن لدي أي مشكلة في الموافَقة على طلب وقف إطلاق النار، لأنني منزعِجة للغاية من المذْبَحة التي تحدث في قطاع غزة، ولكن أنا ضد المقاطعة الأكاديمية بشدَّة، لأنه من خلال استبعاد مشاريع الحرب المحتمَلة، فإن التعاون هو عنصر يجلب التفاهم والسلام».
وفي نهاية شهر يناير، رفض المجلس الأكاديمي لجامعة كالياري اقتراحًا مماثلاً يطالب بوقف جميع أشكال التعاون مع الجامعات الإسرائيلية. وفي العديد من الجامعات الإيطالية الأخرى، جرت الموافقة على اقتراحات لمطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.