بوتسوانا تريد إرسال 20 ألف فيل إلى ألمانيا كَهِبَة - الإيطالية نيوز

بوتسوانا تريد إرسال 20 ألف فيل إلى ألمانيا كَهِبَة

 الإيطالية نيوز، الأربعاء 3 أبريل 2024 - اقترح رئيس بوتسوانا، «موكجويتسي ماسيسي» (Mokgweetsi Masisi)، وهي دولة تقع في الجنوب الأفريقي، أن ترسل سلطات بلاده إلى ألمانيا 20 ألف فيل، ردا على الخطة الألمانية للحد من استيراد جوائز الصيد (هدايا تذكارية مصنوعة من جلود، وعظام الحيوانات، بالنسبة إلى الفيلة، العاج). 

في الواقع، اشتكى السياسيون في بوتسوانا وغيرها من الدول الإفريقية مراراً وتكراراً من المقترحات التي جرى تقديمها في العديد من الدول الأوروبية، لحظر تجارة الجوائز لحماية مجموعات الحيوانات البرية. وتدَّعي بوتسوانا أن عدد الفِيَلة في البلاد، بعد عقود من المبادرات لحمايتها، تزايد بأعدادٍ مُفرِطةٍ. 


إن عدد الفيلة في بوتسوانا مرتفع بالفعل، إذ يعيش أكثر من 130 ألف فيل في شمال البلاد، أي نحو ثلث الفيلة في أفريقيا. في عام 2016، آخر مرة جرى فيها نشر بيانات في هذا الصدد، قدَّر الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، وهي منظمة غير حكومية مهمة تتعامل مع الحفاظ على الأنواع الحية، أنَّه يوجد في جميع أنحاء أفريقيا أكثر من 400 ألف فيل.


يضيف الإحصاء أعداد النوعين اللذين تنقسم إليهما الفِيَلة الأفريقية: أفيال الغابات، وهي أصغر حجمًا وتوجد في مساحة أصغر، وفِيَلة السافانا، والتي توجد أيضا في بوتسوانا وهي أكبر من غيرها وأكثر انتشارًا في القارة. يُعتبر كلا النوعين معرَّضين لخطر الانقراض.


ومع ذلك، يبدو أن عدد الفيلة في بوتسوانا في حالة جيدة وتنمو، على الرغم من إعادة الصيد في عام 2019، والذي كان محظورًا في البلاد منذ عام 2014: جرى رفع القيود بسبب زيادة الحيوانات وطلبات سُكَّان الريف. وقال الرئيس «ماسيسي» إن الحظر أو الحد من الصيد والواردات من البلدان الأخرى لن يؤدِّي إلَّا إلى إفقار شعب بوتسوانا. يخضع صيد الفيلة في البلاد للرقابة وله قواعد صارمة: ففي كل عام تُحدِّد الحكومة حِصَّة من الحيوانات التي يمكن قتلها.


لذلك، اليوم، بالنسبة لسكان بوتسوانا، لا يعد صيد الحيوانات من أجل الهدايا التذكارية مصدرًا للدخل فحسب، بل هو أيضًا وسيلة جيدة للسيطرة على النمو في عدد الفيلة. وفقًا لِـ «ماسيسي»، لن يؤدِّي الحظر إلى إزالة مصدر الدخل من تراخيص الصيد فحسب، بل من المحتمَل أن يؤدِّي إلى المزيد من الصراعات مع البشر.


وقال «ماسيسي» لصحيفة "بيلد" الألمانية، الصحيفة الأكثر قراءة في ألمانيا، في مقابلة قدَّم فيها الاقتراح إنه عندما تتحرك مجموعات كبيرة من الفيلة، فإنها تُسبِّب أضرارًا جسيمة للمحاصيل والقرى، بل وتتسبَّب في بعض الأحيان في وفاة الناس.


وكانت بوتسوانا قد اقترحت بالفعل إرسال نحو 8000 فيل إلى أَنغولا واقترحت إرسال 500 فيل إلى موزمبيق، وهما دولتان أفريقيتان مجاورتان، لإعادة التوازن إلى أعداد هذه الأنواع. ولكن من الواضح أن نقل عشرات الآلاف من الأفراد من أكبر الأنواع الحية البرية على بعد آلاف الكيلومترات للوصول إلى ألمانيا، إذا أردنا أن نأخذ اقتراح بوتسوانا على محمل الجد، يشكِّل تحدياً أكثر تعقيداً من وجهة نظر لوجستية. وذلك من دون الأخذ في الاعتبار الاختلافات المناخية الواضحة بين البلدين. لكن على الرغم من سخافة الاقتراح، أكد رئيس دولة بوتسوانا أنه لا يمزح، وأضاف أنه لا ينوي قبول "لا" كإجابة.


وهذه ليست المرة الأولى التي تقترح فيها بوتسوانا إرسال فيلة إلى دولة أوروبية: ففي شهر مارس، اقترح وزير البيئة في بوتسوانا، «دوميزويني مثيمكولو» (Dumezweni Mthimkhulu إرسال 10 آلاف فيل إلى لندن، مرة أخرى ردًا على قانون مقترح يحظر استيراد جوائز الصيد. وقد تم بالفعل حظر التجارة في جوائز الصيد في فرنسا وبلجيكا وأستراليا وغيرها.