ويعمل الموظَّف، الذي عرَّفته السلطات الألمانية بإسم «جان جي» (Jian G.)، لدى عضو البرلمان الأوروبي «ماكسيميليان كراه»، وهو المرشَّح الأوَّل لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو. وقال المُدَّعي العام الألماني في بيان صباح الثلاثاء: “«جيان جي» موظَّف في جهاز المخابرات الصيني.”
أثار الاعتقالُ المفاجِئ، الذي هزَّ حزب "البديل من أجل ألمانيا" بينما يحتلُّ المركز الثاني على المستوى الوطني، دعوات من أحد كبار المُشَرِّعين الأوروبيين لشنِّ حملة أكثر صرامة على المُتسلِّلين الصينيين والروس الذين يحاولون التأثير على الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي.
ومن ناحية أخرى، فتحت بلجيكا مؤخَّرًا تحقيقًا جنائيًا في الشكوك حول حصول شبكة من السياسيين الأوروبيين، بما في ذلك أعضاء البرلمان الأوروبي، على أموال من خلال وسيلة إعلامية تُديرها حكومة القِلَّة الأوكرانية الموالية لروسيا. وفي قضية مُنفصِلة في "لاتفيا"، يجري التحقيق مع عضو في البرلمان الأوروبي للاشتباه في تعاونه مع المخابرات الروسية.
وفيما يتعلَّق بالمساعد البرلماني الألماني، قال مكتب المدَّعي العام الألماني إنَّ "المتَّهم نقل مرارًا وتكرارًا معلومات حول المفاوضات والقرارات في البرلمان الأوروبي إلى عميل جهاز المخابرات الخاص به". كما اتَّهمه الادِّعاء بالتجسُّس على أعضاء المعارضة الصينية في ألمانيا. وفي بيان صباح الثلاثاء، نفى «كراه» عِلمَهُ المُسبق بأنشطة التجسُّس المزعومة لمُساعِدِهِ.
وقال «كراه»: “علمتُ باعتقال الموظَّف لدي «جيان جو» هذا الصباح من الصحافة.” وأضاف: “ليس لدي مزيد من المعلومات. التجسُّس لصالح دولة أجنبية هو اتِّهام خطير. وإذا ثبتت صحَّة هذه الادعاءت، فيُؤدِّي ذلك إلى إنهاء عمله على الفور.”
وأعلن متحدِّثُُ بإسم البرلمان الأوروبي أنه "نظرًا لخطورة ما تم الكشف عنه"، فقد تحرَّك البرلمان لإيقاف مساعد «كراه» عن العمل على الفور. ويحتل حزب "البديل من أجل ألمانيا" المركز الثاني بقوَّة في ألمانيا، خلف التحالف المحافظ للاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتِّحاد الاجتماعي المسيحي، لكنَّ الحزب شهد تراجع شعبيته في الآونة الأخيرة بعد سلسلة من الفضائح.
وبعد اعتقال مساعد «كراه» في "دريسدن"، سارع المشرِّعون الأوروبيون إلى إصدار إدانات ودعوا إلى الحصول على تصاريح أمنية أكثر صرامة في أعقاب الأخبار.
وقالت «ناتالي لوازو» (Nathalie Loiseau)، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب التجديد الفرنسي، لمجلة "بوليتيكو" في بيان: “ما زلنا نرى أنه في أقصى يمين هذه الغرفة، يعرض الناس مؤسساتنا لخطر التدخل من دول ثالثة”. “لقد طال انتظار التصاريح الأمنية للموظفين وأعضاء البرلمان الأوروبي الذين يتعاملون مع القضايا الحساسة. إن مزاعم روسيا غيت وهذا الاعتقال يظهران أن زمن السذاجة قد انتهى.” كما دعا حزب الخضر الأوروبي إلى تسريع التحقيق في بروكسل بشأن الاعتقال.
وقال «تيري رينتكي» (Terry Reintke)، المرشَّح الرئيسي عن حزب الخضر الأوروبي: “”إن الأنظمة الاستبدادية مثل الصين وروسيا تحاول جاهدة تقويض ديمقراطياتنا في أوروبا". وأضاف: “يجب أن تتبع العواقب بسرعة. يجب محاسبة الأشخاص الذين يهاجمون سلامة ديمقراطياتنا”.
كما ألقت السلطات الألمانية يوم الإثنين القبض على ثلاثة أشخاص يُشتبَه في قيامهم بتزويد جهاز مخابرات صيني بمعلومات حول التكنولوجيا العسكرية.
ونفت السفارة الصينية في برلين هذه المزاعم، وحثَّت ألمانيا على “التوقف عن استغلال اتِّهامات التجسُّس للتلاعب بصورة الصين سياسيًا وتشويه سُمعة الصين”، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة الألمانية العامة "دويتشلاندفونك". وفي المملكة المتحدة، اتُهم يوم الإثنين باحث برلماني بريطاني بالتجسُّس لصالح الصين.