تعرَّف على بطاريات "سَامْپ ـ تي" الإيطالية الفرنسية الصنع التي يُراد إرسالها إلى أوكرانيا - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

تعرَّف على بطاريات "سَامْپ ـ تي" الإيطالية الفرنسية الصنع التي يُراد إرسالها إلى أوكرانيا

الإيطالية نيوز، الجمعة 19 أبريل 2024 - أكَّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ينس ستولتنبرغ»، الخميس، خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في "كابري" (إيطاليا)، على الحاجة المُلِحَّة لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع مضادَّة للطائرات ضد القصف المستمر من قبل الجيش الروسي.


وتأتي تصريحات «ستولتنبرغ» في أعقاب عشرات المناشدات من الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي»، الذي ندَّد مراراً وتكرارًا في الأسابيع الأخيرة بنقص الأسلحة والذخيرة الموجودة تحت تَصرُّفه وعدم التناسب مقارنة بحلفاء روسيا.


إنَّ الأجهزة الأكثر فعالية التي جرى من خلالها ضمان الدفاع المضاد للطائرات في أوكرانيا حتى الآن هي في الأساس إثنتين: صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع "سَامْپ ـ تي" (Samp-T) الإيطالية الفرنسية الصنع. وتتمثَّل مهمتها بشكل أساسي في اعتراض الصواريخ (حتَّى تلك التي تفوق سرعتها سرعة الصوت) الموجَّهة نحو هدف معين، وإسقاطها أثناء وجودها في الهواء بصواريخ أرضءجو أخرى.


ولكن توجد مشاكل في الإرسال السريع الإضافي لكلا الجهازين. أما بالنسبة لصواريخ "باتريوت"، فقد حدث جمود سياسي في الولايات المتحدة يمنع الرئيس «جو بايدن» من إرسال أسلحة وذخائر جديدة إلى «زيلينسكي»، بما في ذلك تلك المخصَّصة للدفاع المضاد للطائرات. ومنذ أكتوبر الأول الماضي، يُعارِض الحزب الجمهوري المُوافقة على "حزمة" المساعدات الجديدة لأسباب دعائية انتخابية بالأساس، بتحريض من الرئيس السابق «دونالد ترامب» الذي يكون مرشحَّ الحزب الجمهوري للرئاسة في نوفمبر.


أما بالنسبة لفرنسا وإيطاليا، الدولتين المنتجتين لـ "سامپ ـ تي"، فقد أرسلتا معًا في فبراير 2023 أوَّل بطارية مضادة للطائرات إلى أوكرانيا. لكن هذا العام يتعيَّن عليهما إدارة أحداث كبيرة، على التوالي، الألعاب الأولمبية في باريس ومجموعة السبع في إقليم "بوليا". وفي كثير من الأحيان، تحتاج الدول في هذه المناسبات إلى أدوات الردع العسكرية، لذلك فهي لا تريد حرمان نفسها من البطاريات الأخرى المضادة للطائرات. ومن المُقرَّر أن تُقام الألعاب الأولمبية في الفترة بين نهاية يوليو ومنتصف أغسطس، وقد أكَّد الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» مرارًا وتكرارًا أنه يريد بذل أقصى جهد لتجنب الهجمات وإحباط التهديدات الإرهابية. ولذلك فمن المحتمَل جدًا أن تُستخدَم بطارية "سامپ ـ تي" واحدة على الأقل (والتي تُسمَّى في فرنسا "مامْبا") لهذه الوظيفة: وهذا ما يُفسِّر تَردُّد الحكومة الفرنسية في تقييم شُحنة جديدة للجيش الأوكراني.


وحتَّى في إيطاليا، يوجد نقاش حول إمكانية قيام حكومة «جورجا ميلوني» بإرسال بطارية "سامپ ـ تي" جديدة. منذ عام 2013، كان لدى إيطاليا خمسة تحت تصرُّفها. ولا توجد معلومات مؤكَّدة ورسمية حول كيفية استخدامها، وذلك لأسباب تتعلَّق بالأمن القومي أيضًا. وعادةً ما يتم استخدام أحدهما للتدريبات الدفاعية على المستوى الوطني ومستوى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عندما تقوم مختلف الدول الأعضاء في الحلف العسكري بإجراء عمليات محاكاة للتدخُّلات المشتركة.


وبالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي، جرى إرسال بطارية "سامپ ـ تي" واحدة إلى تركيا، إلى "كهرمانماراس"، في الفترة ما بين يونيو 2016 وديسمبر 2019،  للدفاع عن الحدود الشرقية من الهجمات الصاروخية المحتملة القادمة من سوريا؛ وواحدة لا تزال في الكويت، للعملية العسكرية "العزم الصلب" التي أطلقتها الولايات المتحدة لمواجهة داعش في سوريا والعراق؛ وجرى استخدام  بطارية "سامپ ـ تيأخرى بين أبريل 2023 وأوائل مارس 2024 في "مالاكي"، سلوفاكيا، أيضًا في عملية لحلف شمال الأطلسي.


في الآونة الأخيرة، نشأ جدل حول احتمال قيام الحكومة الإيطالية بإرسال هذه البطارية الأخيرة، تلك الموجودة في سلوفاكيا، إلى أوكرانيا. ووفقًا لما ذكرته مصادر وزارة الدفاع، في الواقع، من المرجح أن يتم استخدام هذه البطارية لضمان الدفاع المضاد للطائرات حول بلدة «بورغو إنياتسيا»، المنتجع الفاخر في محافظة "برينديزي"، حيث، في الفترة من 13 إلى 15 يونيو، يكون الحدث أكثر أهمية من اجتماع مجموعة السبع بقيادة إيطاليا، عندما يجتمع رؤساء دول وحكومات أغنى وأقوى الديمقراطيات السبع في العالم لإجراء محادثات ومناقشات.


وتتطلَّب البروتوكولات الأمنية في هذه الحالات أقصى قدر من الضمانات واستخدام الأجهزة العسكرية الأكثر فعالية: ويعتبر "سامپ ـ تي" هو الحل الأكثر منطقية مقارنة بالبدائل الممكنة، مثل إرسال بعض السفن الحربية المجهزة بنفس صواريخ "إستيرء30" قبالة سواحل "برينديزي". في عام 2025، يمكن استخدام نفس البطارية في "اليوبيل" في روما، كما حدث بالفعل بين عامي 2015 و2016 بمناسبة "اليوبيل" الاستثنائي الأخير الذي أعلنه البابا فرنشيسكو.


لكن "باتريوت" و"سامب ـ تي" كانا من الأجهزة التي أثبتت أهميتها بالنسبة للدفاع المضاد للطائرات في أوكرانيا. بَدْءًا من ديسمبر 2022، أي بعد ما يقرب من عشرة أشهر من بدء الغزو وبعد أن تسبَّبت القصف الروسي في أضرار جسيمة للمنشآت العسكرية والمدنية وتسبَّبت في مقتل مئات الأشخاص، كانت الولايات المتحدة أوَّل من أرسل بطاريات باتريوت. وبعد بضعة أشهر، فعل الحلفاء الأوروبيون الشيء نفسه، وإن كان على نطاق محدود للغاية. في بداية فبراير 2023، وبعد مفاوضات طويلة، اتَّفقت فرنسا وإيطاليا على إرسال بطارية "سامپ ـ تي" بشكل مشترك تحتوي على عشرات الصواريخ إلى أوكرانيا، والتي دخلت حَيِّز التشغيل فعلًا بَدْءًا من منتصف يونيو 2023 بعد فترة طويلة من التدريب على يد الجيش الأوكراني.


لدى باتريوت و"سامپ ـ تي" اختلافات فنية وتشغيلية كبيرة، لكنَّهما يعملان بنفس الطريقة إلى حد ما. تتكوَّن كل بطارية من شاحنات مُدرَّعة مختلفة، تسمى الوحدات، والتي تنتقل معًا ثم تُوضَع على مسافة قصيرة من بعضها البعض، بالقرب من الهدف المراد حمايته: يوجد على إحدى الشاحنات رادار مُثبَّت يراقب احتمال وجود مقذوفات في الهواء ليتم اعتراضها، وعلى شاحنة أخرى (أو غيرها) توجد قاذفات صواريخ، والتي تُوجَّه عن بعد بواسطة الرادار، تسقط أي هجمات؛ وفي الشاحنات الأخرى هناك الجنود الذين يقومون بتحليل البيانات والتخطيط لأي تدخُّلات سيتم تنفيذها، والمولِّدات لضمان الكهرباء لجميع الأجهزة ومستودعات الصواريخ التي لتزويد منصَّات الإطلاق (يمكن لصواريخ باتريوت إطلاق أربعة صواريخ كحد أقصى على مسافات قصيرة من بعضهم البعض، ويمكن لصواريخ "سامپءتي" إطلاق ثمانية صواريخ كحد أقصى). إذا لزم الأمر، يمكن نقل البطاريات إلى منطقة أخرى وتشغيلها مرة أخرى خلال ساعة.


بعد مرور ما يقرب من عام ونصف منذ أن تلقَّت أوكرانيا أوَّل أنظمة دفاع مضادة للطائرات، تعرَّضت بعض بطاريات باتريوت وسامبءتي للتلف أو ضربت بالقنابل الروسية، بينما استهلكت بطاريات أخرى ببساطة كل إمداداتها من الصواريخ، وبالتالي فإنَّها غير صالحة للاستعمال. لا توجد أخبار رسمية، على وجه الخصوص، عن بطارية "سامپ ـ تي" الإيطالية الفرنسية: في يناير، تحدثت مصادر روسية عن هدمها، لكن الشائعات لم تؤكِّدها إيطاليا وفرنسا، ولا أوكرانيا قبل كل شيء. لكن الأمر المؤكَّد هو أن البطارية توقَّفت عن العمل بكامل طاقتها، ربَّما بسبب الاستنفاد التدريجي للإمدادات.


وعلى هذا أصبحت أوكرانيا عُرضة للخطر مرة أخرى، وحقَّقَت القصف الروسي نجاحاً متزايداً. وفي مواجهة هذا الوضع، كانت ألمانيا من بين الدول الأكثر إصرارًا، وكرَّرت الحاجة إلى مساعدة «زيلينسكي». وأعلنت الحكومة الألمانية، التي أرسلت في ديسمبر الماضي إحدى بطاريات "باتريوت" إلى أوكرانيا، في 13 أبريل أنها ترسل بطَّارية ثانية.


في هذا الصدد، كتب وزير الدفاع «بوريس بيستوريوس» (Boris Pistorius) ووزيرة الخارجية «أنّالينا بيربوك» (Annalena Baerbock) إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يوم الأربعاء لحث الجميع على تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي جديدة.


ومع ذلك، إذا تردَّدت بعض الحكومات، فإنَّ ذلك لا يرجع فقط إلى الحاجة إلى إدارة الأحداث غير العادية بأمان. وبغض النظر عن الألعاب الأولمبية أو مجموعة السبع، فإنَّ قيادات جيوش مختلف الدول الأوروبية ء بما في ذلك إيطاليا ء تشعر بالقلق إزاء التفريغ التدريجي للاحتياطيات ومستودعات الأسلحة في أعقاب إرسال الأسلحة والذخائر إلى أوكرانيا. على سبيل المثال، بعد التحويلات المباشرة المختلفة إلى حكومة «زيلينسكي»، اختارت إيطاليا في عام 2023 طريقة دعم مختلفة: تفضيل العقود بين الحكومة الأوكرانية وشركات تصنيع الأسلحة العامة والخاصة الإيطالية، مع ارتفاع العمولات من 3.8 إلى 417 مليون يورو في غضون عام. وهذا يعني لم تعد الأسلحة التي يَحْرِم الجيش الإيطالي نفسَه منها ليُعطيها لأوكرانيا، بل الأسلحة المُنتَجة حديثًا التي تشتريها الحكومة الأوكرانية من صناعتنا الدفاعية.


ومن المحتمَل أن يُحَلَّ هذا المأزق في الأيام القليلة المقبلة. في الساعات القليلة الماضية، يبدو أن الجمهوريين الأمريكيين قد قرَّرُوا إنهاء مقاطعتهم لـ "حزمة" المساعدات الجديدة لأوكرانيا، وذلك أيضًا بسبب تجدُّد الإنذار من قبل سكرتير حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومديري وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، وكالة المخابرات الأمريكية، بشأن احتمال انهيار وشيك للمقاومة الأوكرانية. ومن المتوقع أن يصوِّت مجلس النواب يوم السبت على الإجراء الذي يتضمن، من بين أمور أخرى، تخصيص 60 مليار دولار للمساعدات العسكرية التي يُمكن إرسالها إلى أوكرانيا. وكما يحدث في كثير من الأحيان، فإنَّ قرارات الولايات المتحدة ترشد زمن الدول الأوروبية واختياراتها وتزيل جمود الوضع.