الإيطالية نيوز، السبت 27 أبريل 2024 - قال مسؤولون في البنتاغون إن أوكرانيا سحبت دبَّابات أبرامز الأمريكية من طراز M1A1 من الخطوط الأمامية، ويرجع ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ إلى تكتيكات الطائرات من دون طيَّار الروسية. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع يوم الخميس إن انتشار الطائرات من دون طيَّار يعني "عدم وجود منطقة مفتوحة يمكن للمرء عبورها من دون خوف من اكتشافه".
ووَفَاءً بوعدها بالإبادة الكاملة للدبابات الأمريكية أبرامز M1، تمكَّنت القوات الروسية من تدمير خمس العدد الإجمالي للدبابات التي نشرتها أوكرانيا في منطقة الحرب في أقل من شهرين.
عندما جرى الإبلاغ عن أنباء تدمير دبَّابات أبرامز المُرسَلَة في البداية، أشار بعض المدوِّنين العسكريين الموالين لروسيا إلى أن دبابة القتال الرئيسية، التي تبلغ تكلفتها ما بين 5 ملايين إلى 9 ملايين دولار تقريبًا، قد أُصيبت بطائرة من دون طيَّار تبلغ قيمتها 30 ألف دولار.
ليس من المستغرب أن يستخدم الروس طائرة من دون طيَّار مزوَّدة بتقنية "رؤية الشخص الأول" (FPV) لتدمير دبَّابة، وهي ممارسة واسعة النطاق على جانبي القتال. في الواقع، ظهر بالأمس مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر دبَّابة قتال من طراز "أبرامز" مُشتعِلة بعد أن اصطدمت بطائرة "لانسيت" من دون طيَّار في منطقة "أفدييفكا".
‼️🇷🇺💥 Another American Abrams tank was destroyed by fighters of the “🅾️valiant” group
— MD (@distant_earth83) April 25, 2024
In the battles near Avdeevka, Lancet UAV operators burned an enemy combat vehicle to the ground. The video caught the detonation of the tank's ammunition.https://t.co/UycMB7Cz6P pic.twitter.com/8C4SyNC54G
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، قدَّمت وزارة الدفاع الروسية مؤخَّرًا تفاصيلًا عن عملية مُعقَّدة نفَّذتها إحدى وحداتها في أواخر شهر مارس لتدمير دبابات أبرامز في مكان ما باتجاه "أفدييفكا"، حيث كان هناك قتال عنيف لعدة أشهر.
وأشار التقرير إلى أن جنودًا من مجموعة القوات "الوسط" قضوا ثلاثة أيام في أواخر مارس في مطاردة دبَّابات "أبرامز" أمريكية الصُّنع، والتي دمَّروها في النهاية باستخدام طائرتهم الانتحارية من دون طيَّار الرخيصة والشعبية، فيما يُسَمُّونه "منطقة العمليات الخاصة".
ونقلت وزارة الدِّفاع الروسية عن قائد فصيلة خاصة تحمل اسم المعركة "إيغلا": “لقد تابعنا أبرامز لمدة ثلاثة أيام. في اليوم الأول، تعقبناها وأردنا ضربها، لكن العدو دافع عن الدبابة بكل جدية وجرى التشويش على طائرتنا من دون طيَّار من قبل أنظمة الحرب الإلكترونية الأوكرانية.
ومضى القائد قائلاً إنَّه كان عليه أن يَطير بالطائرة ن دون طيَّار بتكرار ويراقبها باستمرار. وأضاف أن دبَّابات "أبرامز" لا تبقى في المكان نفسه، ويمكن رؤيتها وهي تُغيِّر موقع إطلاق النَّار باستمرار، "أو تتَّجه الدبَّابات إلى المنطقة الخلفية للتزود بالوقود".
أفدييفكا مقبرة أبرامز
وبحسب التقارير، تم تنفيذ الاستطلاع الجوي للوضع في اتِّجاه "أفدييفكا" بواسطة مُشغِّلي الطائرات من دون طيَّار "زالا". بعد تحديد موقع الدبَّابة ذات الأصل الأمريكي، قام الجنود بدراسة الإجراءت التشغيلية لطاقم دبَّابة العدو، فضلاً عن الظروف الجوية والراديو الإلكترونية في منطقة التطبيق.
بعد ذلك، اختار المُشغِّلون بدقة نافذة الطقس والوقت الأمثل لاستهداف آلة الحرب الأمريكية بدقة بذخائر وابل "لانسيت". في يوم القتال، غادرنا مُبكِّرًا جدًا ووجدنا الهدف في النهاية وأصابناه. وقال القائد إنَّ عملنا، على الرغم من طوله وتفصيله، حقَّق نتائج.
ومن المرجَّح أنَّ هذه العملية، كما فصَّلتها وزارة الدفاع الروسية، أدَّت إلى تدمير دبَّابة أبرامز الخامسة. وإذا صدقنا تقارير وسائل الإعلام المحلية والمعلومات الاستخبارية مفتوحة المصدر، فقد جرى نشر الدبَّابات لأوَّل مرَّة في "أفدييفكا" في يناير من هذا العام، قبل أن يَحدُثَ سَحْبُها في فبراير في أعقاب الهجوم الروسي.
روسيا تستهدف "أبرامز"
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخَّرا نقلًا عن مسؤولين أمريكيين كبار لم تَذكُر أسماءهم أنَّ خمس دبَّابات دُمِّرت وأُصيبت ثلاث دبَّابات أخرى بأضرار متوسِّطة منذ بداية هذا العام. وجرى تسليم دبَّابات "أبرامز" إلى أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة في أكتوبر من العام الماضي.
وذكرت الصحيفة أن حرب الطائرات من دون طيَّار "بدأت تتسبَّب في خسائر فادحة لأحد أقوى رموز القوة العسكرية الأمريكية"، وأن الضربات الروسية استهدفت أيضًا دبَّابات "ليوبارد" الألمانية، مما أدَّى إلى تدمير 30 منها على الأقلِّ.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز": "اعتمادا على الحجم والتطور التكنولوجي، يمكن أن تُكلِّف الطائرات من دون طيَّار ما يصل إلى 500 دولار، وهو استثمار تافه لتدمير دبَّابة "أبرامز" بقيمة 10 ملايين دولار".
وأمام كل هذه النتيجة السلبية، التي ضاعت فيها الأرض والأرواح والعتاد، يصر الجيش الأمريكي على أن الاستخدام الميداني لهذه الدبابات كان مفيدًا، الذي لديه عنها فكرة واضحة جدًا عن نقاط ضعفها في ساحة معركة حقيقية ضد خصم حقيقي غير بشري. فكرة واضحة جدًا تَشكَّلت ملامحها من خلال اختبار أُجْريَ على جلد الجنود الأوكرانيين. إذن، ما الفائدة من إرسال نسخ قديمة من الدبابة، بأعداد محدودة، مرة أخرى إلى ساحة معركة خطيرة كهذه؟