«آنا إسترادا» في عام 2019 |
وكانت «إسترادا»، البالغة من العمر 47 عاماً، ناشطةً معروفةً في بيرو، حيث لا يزال القتل الانتحار المدعوم غير قانوني. كانت تعاني منذ أن كانت في سن المراهقة من مرض مناعي ذاتي غير قابل للشفاء، وهو التهاب العضلات، الذي يسبب التهابًا خطيرًا في العضلات ويجعلها أضعف فأضعف تدريجيًا. منذ أن كانت في العشرين من عمرها، اضطرت لاستخدام كرسي متحرِّك، لكن منذ عام 2017 ساءت حالتها، مما جعلها شبه مشلولة بالكامل ومنعتها من النهوض من السرير في السنوات الأخيرة.
بمساعدة «ديفينسوريا ديل بويبلو»، وهي هيئة مستقلة أنشأها دستور بيرو لعام 1993 لمساعدة المواطنين على إنفاذ حقوقهم الدستورية، رفع «إسترادا» قضيتها إلى عدة محاكم، ووصل في النهاية إلى المحكمة العليا: في عام 2022، أيَّدت المحكمة حُكم محكمة أدنى درجة يقضي بأنَّ لها الحقُّ في أن تُقرِّر متى تنهي حياتها، قائلةً إن أولئك الذين ساعدوها لن يُعاقَبوا.
وقالت «إسترادا» في ذلك الوقت إنَّه لا تريد أن تموت على الفور، لكنَّها دافعت عن حقها في تقرير متَّى تفعل ذلك. وفي السنوات الأخيرة، روت رحلتها القانونية واختياراتها في مدونتها "آنا من أجل الموت بكرامة"، والتي ساهمت في التعريف بالقضية على الصعيدين الوطني والدولي.
والانتحار المدعوم غير قانوني في مُعظم دول أمريكا اللاتينية، باستثناء كولومبيا، التي شرّعته في عام 2015، والإكوادور، التي ألغت تجريمه في فبراير من هذا العام. ويتميز عن الانتحار الفردي بمساعدة طبية بحقيقة أن الانتحار المدعوم يتطلَّب تدخُّل الطبيب، بينما في حالة الانتحار بمساعدة طبية يقوم المريض بشكل مستقل بإعطاء دواء مميت.