«أندرو ميكْتا»: “مِن دون إعادة التسلُّح الأوروبي، على النّاتو أن يُهيِّئ نفسه للفشل” - الإيطالية نيوز

«أندرو ميكْتا»: “مِن دون إعادة التسلُّح الأوروبي، على النّاتو أن يُهيِّئ نفسه للفشل”

الإيطالية نيوز، الإثنين 22 أبريل 2024 - قال «أندرو ميكتا» (Andrew  Michta)، وهو زميل بارز ومدير مبادرة سكوكروفت الإستراتيجية في المجلس الأطلسي للولايات المتَّحدة، إنه "مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث، تم سكب الكثير من الحِبر على الكيفية التي تعامل بها قادة دول الغرب معًا مع الأمر. لقد استيقظوا أخيراً من سباتهم الاستراتيجي، ليواجهوا التهديد الذي تفرضه روسيا على أوروبا.


ولكن حان الوقت لنُواجه الحقائق: فمع موافقة الكونغرس الأمريكي على حُزمة المساعدات لأوكرانيا، كانت أوروبا بطيئةً في زيادة إنتاج الأسلحة والذخائر. ليس فقط على المستوى المطلوب لدعم كييف ولكن أيضًا من حيث تجديد المخزون الذي يحتاجه النَّاتو لقواته العسكرية. ومع تدهور الوضع على الأرض، فإنَّ النصر الروسي في أوكرانيا قد يأتي في وقت أقرب مما يتوقعه الكثيرون ــ وربَّما حتَّى قبل أن يُنهي الرئيس الأميركي «جو بايدن» فترة ولايته.


ولكن التحذيرات المُتكرِّرة بأنَّ روسيا تعمل على إعادة تشكيل قوَّاتها البرِّية وتستعدُّ لمهاجمة حلف شمال الأطلسي في حالة خسارة أوكرانيا، لم تسفر إلَّا عن مماطلة وعمل غير حاسم. وإلى جانب البلدان الواقعة على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي، يواصل الزعماء السياسيون في أوروبا التصرُّف وكأنَّ الكثير لم يتغيَّر، بحيث لم يقابَل خطابهم بعد بِعملٍ مناسبٍ.


إنَّ وعود الإنفاق المستقبلي ليست مثل العقود الفعلية التي من شأنها أن تدفع مقاولي الدفاع الأوروبيين إلى زيادة الإنتاج بسرعة وعلى نطاق واسع. ومن دون إعادة التسلح الأوروبي، فإنَّ حلف شمال الأطلسي يهيِّئَ نفسَه ببساطة للفشل.


لقد عملت القيادة العسكرية للولايات المتحدة وحلفاؤها ء سواء في القيادة الأمريكية الأوروبية أو المَقرِّ الأعلى للقوى المتحالفة في أوروبا ء بلَا كَلَلٍ لإعادة حلف شمال الأطلسي إلى دوره الأصلي المتمثِّل في توفير الرَّدْع الجَماعي والدفاع.  لدى التحالف الآن خطط إقليمية، مع متطلَّبات قدرات تكوين القوَّة التي من شأنها استعادة هذه الوظيفة الأساسية. ولكن إذا لم تُنفق أوروبا الأموال اللَّازمة لتوسيع قاعدتها الصناعية الدفاعية وتوفير قدرات عسكرية حقيقية لإضفاء المصداقية على هذه الخُطط الإقليمية الجديدة، فإنَّ تنفيذها يكون محفوفاً بمخاطر غير مقبولة.


ومع ذلك، إذا حَكمنا من خلال الاستجابة غير المُتكافِئة من قِبَل العديد من العواصم الأوروبية فيما يتعلَّق بإنفاق الأموال على الدفاع، يبدو أنَّ الحُلفاء حبيسي ثقافة الحديث الكبير يعتمدون أن تتحمَّل الولايات المتحدة نصيب الأسد من العبء. واليوم، ينفق 18 فقط من أعضاء حلف شمال الأطلسي (32) ــ أو وعدوا بإنفاق ــ نسبة %2 من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. ولوضع هذا في منظوره الصحيح، خلال الحرب الباردة، كانت الدول الأوروبية تنفق، في المتوسط، ما بين 3 إلى %5 من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.


لكنَّ الحلفاء وقَّعوا على هذه الخُطط الجديدة في قمة النّاتو الأخيرة في فيلنيوس ء مما يعني أن التزامات القُدُرات المُرتبِطة بهذه الخُطط هي تَعهُّدُُ مُلزِمُُ. ومع ذلك، قبل ثلاثة أشهر فقط من انعقاد قمة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس النّاتو في واشنطن هذا الصيف، لا يزال الحلف يعاني من النَّقص في الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل، والضربات الدقيقة العميقة، والقيادة والسيطرة، والخدمات اللوجستية. علاوة على ذلك، لا يوجد إدراكُُ حقيقيُُ بأنَّ حلف شمال الأطلسي قد يفشل في الأزمات لمجرَّد أنَّه لا يزال يفشل عندما يتعلَّق الأمر بإعادة بناء نفسه ليُصبح تحالفًا يخوض الحرب.