الإيطالية نيوز، الأحد 21 أبريل 2024 ـ أشاد الزعماء الأوروبيون بإقرار مجلس النواب الأمريكي حُزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 60.8 مليار دولار يوم السبت، لكن البعض حذَّر من أنَّ هناك حاجة ماسَّة إلى مزيد من الدَّعم من أوروبا قبل ما يُتوقَّع أن تكون هجمات روسية شرسة في الأشهر المقبلة.
وأَقرَّ مجلس النُوَّاب في الكونغرس الأمريكي هذا الإجراء بأغلبية 311 صوتًا مقابل 112، مُتغلِّبًا على المعارَضة المحافِظة الشَّرسة للتمويل. وشددت إدارة الرئيس الأميركي «جو بايدن» على أنَّه مِن دون المساعَدة، قد تخسر أوكرانيا دفاعها ضد الغزو الروسي بحلول نهاية العام.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «يَنْس سْتولتِنْبِرغ» (Jens Stoltenberg) في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “أُرحِّبُ بموافقة مجلس النُوَّاب الأمريكي على حُزمة جديدة كبيرة من المساعدات لأوكرانيا”. وأضاف: “تستخدم أوكرانيا الأسلحة التي يقدِّمها حلفاؤها في حلف شمال الأطلسي لتدمير القدرات القتالية الروسية. وهذا يجعلنا جميعا أكثر أمانًا، في أوروبا وأمريكا الشمالية.”
واستقبل ضابط أوكراني كبير نبأ التصويت بكلمة "عظيم". ولكن عندما سُئِل عن المدَّة التي تستغرقها عمليات تجديد الإمدادات للوصول إلى الخطوط الأمامية، قال إنَّ ذلك يعتمد على عوامل كثيرة. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدُّث بحرِّية: "قد يستغرق التنفيذ أسابيع وأشهراً للتسليم".
ويفترض القادة والمسؤولون العسكريون الأوكرانيون أنَّ روسيا قد تشنُّ هجومًا في يونيو أو يوليو، ويقولون إنَّ الاستهداف الأخير للبِنية التحتية في أوكرانيا كان بمثابة حملة ما قبل الهجوم.
وقالت «إيفانَّا كليمبوش-تسينتسادزه» (Ivanna Klympush-Tsintsadze)، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني السابقة ونائبة المعارَضة الآن، لمجلَّة "بوليتيكو": “نحن مُمتنُّون لمجلس النواب على هذا القرار التاريخي”. وأضافت: "آمُلُ ألََّا يتردَّد مجلس الشيوخ ويُطيل أمده، لأنَّ كل يوم من الفشل في تقديم المساعدة لأوكرانيا يجعل وقوع كارثة تهدِّد وجود الحضارة الغربية أقرب". وختمت تدوينتها قائلة: “آمُلُ ألا تسمح الولايات المتحدة بحدوث ذلك!”
وقد دفعت التدريبات الماراثونية لتمرير مشروع القانون الأمريكي، الذي لا يزال يتطلَّب موافقة مجلس الشيوخ، أوروبا خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى استكشاف مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا التي مزَّقتها الحرب.
هو الأخر، وكيف لا!، غرد الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» (Volodymyr Zelensky) "شاكرًا الولايات المتَّحدة!". وقال “إنَّ مشروعَ قانون المساعدات الأمريكية الحيوي الذي أقرَّهُ مجلس النوَّاب اليوم يمنع الحرب من التوسُّع، وينقذ الآلاف والآلاف من الأرواح، ويساعد بلدينا على أن يُصبحا أقوى.”
وأشادت وزيرة الخارجية الألمانية «أنالينا بيربوك» (Annalena Baerbock)، المسؤولة الرئيسية وراء الدفعة الأخيرة لتوفير أنظمة دفاع جوي إضافية لكييف، بالخطوة التشريعية الأمريكية. قالت «بيربوك» على وسائل التواصل الاجتماعي: “هذا يوم للتفاؤل بالنسبة لأوكرانيا والأمن الأوروبي.”
واستغل بعض الزعماء الأوروبيين التصويت الأمريكي لدعوة أوروبا إلى عدم الاكتفاء بهذه الحزمة وفقدان الزَّخم الآن حيث من المتوقَّع أن يكون دعم واشنطن الجديد في طريقه إلى كييف قريبًا.
وقال رئيس وزراء إستونيا «كاجا كالاس» (Kaja Kallas) على قناة "إكس": “آمُلُ أن يُشجِّع هذا التصويت جميع الحلفاء على فحص مستودعاتهم وبذل المزيد من الجهد.”
وقال وزير الخارجية السويدي «توبياس بيلستروم» (Tobias Billström): “الآن هو الوقت المناسب لنتذكَّر أنَّه يتعيَّن على الاتِّحاد الأوروبي الآن زيادة إنتاجه من الأسلحة والذخائر والإمدادات لمساعدة أوكرانيا على أساس طويل الأجل".” وأضاف: “يظهر تصويت الليلة ضرورة ذلك. علينا أن نقوم بواجبنا أيضا.”
وقد ردَّد نظيره التشيكي «يان ليبافسكي» المشاعر نفسها قائلًا: “يتعيَّن على أوروبا أن تفعل المزيد أيضا. إنَّ تردُّدَنا وحيرتَنا في دعم أوكرانيا بشكل فعَّال يُحفِّز الكرملين على المزيد من العدوان الذي يكلِّف المزيد من الأرواح.”
أخيرًا، يأتي الاختبار الحاسم لأوروبا يوم الاثنين، عندما يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ 27 في لوكسمبورغ للتخطيط لتقديم مساعدات عسكرية مستقبلية لكييف. ومن المقرَّر أن ينضمَّ وزيرا الخارجية والدفاع الأوكرانيان إلى المناقشة افتراضيًا.
وقبل عطلة نهاية الأسبوع، تعهَّد الحلفاء الأوروبيون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة تسليم أنظمة الدفاع الجوي المتاحة بسهولة إلى أوكرانيا، وفقًا لـ «ستولتنبرغ».