وتحتضن مدينة لودي (إقليم لومبارديا، شمال إيطاليا) حفلة عظيمة تمتزج فيها فرحة عظيمة يتقاسمها أشخاص من مخلتف الأعمار والأديان الجنسيات. إنه الاحتفال الديني بنهاية شهر رمضان، شهر الإلحاح في العبادة، وقيام الليل والغفران، شهر الخير وقت نزول القرآن، إنه عيد المسلمين الإيطاليين والاجانب المقيمين هنا في بلدهم الثاني.
ومنح عمدة مدينة لودي، «أَنْدرِيا فوريغَتُو» (Andrea Furegato) أشهر ساحة في وسط المدينة لتنظيم عشاء كبير في الهواء الطلق، وهي ساحة غالبا ما تكون مكتظة بالناس ومفتوحة للعديد من المارة.
وكان أفراد الجالية المسلمة المقيمين في مدينة "لودي" نظموا، أمس السبت، بترخيص وتنسيق مع رئيس المدينة، إفطارا جماعيا، في الساحة المركزية للمدينة: كان مئات الأشخاص يتناولون الطعام معًا، ويتقاسمون طاولات غير متوقَّعة على الإطلاق، بما في ذلك السائحون الأجانب المارة ويتحدثون بلهجات "لودي". كان المتطوعون من الشباب والشابات المسلمين يدورون حول الطاولات بصواني مليئة بالأطباق التي طبختها أمهاتهم أو جداتهم."
يعتبر هذا حدث رمز للاندماج، ويأتي بعد الجدل الدائر حول قضية "توربيغو"، في محافظة ميلانو، حيث رفض رئيس البلدية «فابريزيو أليفي»، عن حزب "فراتيلّي إيطاليا"، توفير مساحات للجالية المسلمة بسبب مشاكل عامة تتعلق بالنظام العام.
وفي تعبير عن رأيها بشأن هذا الرفض الإقصائي، قالت نائبة عمدة مدينة لودي، «لاورا طاليافيرّي» (Laura Tagliaferri ): “هذه ليست حالات معزولة. من الواضح الآن أكثر من أي وقت مضى، وفي خضم مرحلة ما قبل الانتخابات، أن هناك رغبة من شخص ما كسب أصوات ناخبين يفكرون مثله.”
وأعتبرت أن “الحوار بين المجتمعات المختلفة ضروري لإثراء الوسَط المتقاسَم”، وأن “الممارسة السياسة تعني تفسير للمنطق الذي يريد أن يفرضه من بيده خلق مناخ صحي للتعايش السليم.”
