روسيا تُنفِّذ أحد أكبر الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

روسيا تُنفِّذ أحد أكبر الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا

الإيطالية نيوز، الجمعة 22 مارس 2024 - نفّذت روسيا غارةً جويَّةً كبيرةً على البنية التحتيَّة للطَّاقة في أوكرانيا يوم الجمعة، مما أدَّى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص في مناطق مختلفة من البلاد. ووصف وزير الطَّاقة الأوكراني «جيرمان غالوشينكو» (German Galushchenko) الأمر بأنَّه الأخطر في الآونة الأخيرة. ووِفقًا له، تكون هذه محاولة "ليس فقط للإضرار" بأنظمة الطَّاقة في البلاد، بل لدفعها إلى "انهيار واسع النطاق"، كما حاولت روسيا بالفعل أن تفعل في نهاية عام 2022.


واستهدفت الهجمات محطات توليد الكهرباء وخطوط الكهرباء والمباني السكنية. كما تضرَّر أيضًا أكبر سد ومَحطَّة للطَّاقة الكهرومائية في البلاد، "دنيبرو جي إي إس"، على نهر "دنيبرو" في منطقة "زابوريجيا". واندلع حريق في محطَّة الكهرباء وتدخَّل رجال الإطفاء، لكن بحسب الشركة التي تدير السدود الأوكرانية، لا يوجد أي خطر يهدد بالإنهيار.


علاوة على ذلك، دمَّرت الهجمات خط الكهرباء الرئيسي الذي يربط السَدَّ بمحطة زابوريجيا للطَّاقة النووية. المحطة مُحتلَّة من قبل روسيا وتحتاج إلى تدفُّقٍ مستمرٍ للطاقة للحفاظ على المواد النووية بالداخل باردة: قد يؤدِّي انقطاعها الكامل والمطوَّل إلى خطر وقوع حوادث نووية. ومع ذلك، جرى ضمان إمدادات الطاقة من خلال الخطوط الثانوية، وفي صباح يوم الجمعة جرى أيضًا استعادة الخط الرئيسي.


وفي هذا الموضوع، قال وزير الخارجية الأوكراني «دميترو كوليبا» (Dmytro Kuleba)، إن 110 آلاف شخص من دون كهرباء في منطقة بولتافا، شرق أوكرانيا، و250 ألف شخص في منطقة دنيبروبتروفسك، في الجزء الأوسط من البلاد، و200 ألف في الجزء الأوسط من البلاد  لمنطقة أوديسّا في الجنوب الغربي. كما لا توجد كهرباء في زابوريجيا في الجنوب، وفي خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، في شمال شرق البلاد. وبحسب «كوليبا»، من المقرَّر إصلاح الضَّرر بحلول نهاية اليوم. وقالت وكالة الكهرباء الحكومية إن بعض الدول المجاورة، بما في ذلك رومانيا وسلوفاكيا وبولندا، توفِّر الطاقة من شبكات الكهرباء الخاصة بها لدعم أوكرانيا.


وقال وزير الداخلية الأوكراني «إيغور كليمينكو» (Igor Klymenko) إن الهجمات التي وقعت ليلة الخميس أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 14 أخرين. وتحدَّث حاكم منطقة زابوريجيا عن مقتل شخص ثالث. ومن غير الواضح ما إذا كان الأشخاص قد قُتلوا في الهجمات على البنية التحتية للطاقة أو أهداف أخرى.  وقال الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» (Volodymyr Zelensky) إن مباني سكنية وترامًا أُصيبت أيضًا.

ووفقا لوزارة الدِّفاع الأوكرانية، استخدمت روسيا 63 طائرة من دون طيَّار من طراز "شاهد" إيرانية الصنع و88 صاروخا، وتمكَّنت المضادات الجوية الأوكرانية من إسقاط 55 و37 فقط على التوالي، وهو رقم منخفض إلى حد ما. وبحسب "رويترز"، قد يرجع ذلك إلى العدد الكبير من صواريخ كروز والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي أنواع من الصواريخ يصعب إسقاطها.


وأعلنت روسيا مسؤوليتها عن هجمات أكتوبر 2022 على محطات الطاقة الأوكرانية، ردًا على الانفجارات التي ألحقت أضرارًا بجسر "كيرتش"، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وهي شبه جزيرة أوكرانية ضمّتها روسيا إليها عن طريق استفتاء محلي في عام 2014. وقد تكون هجمات يوم الجمعة ردًا على الهجمات الأوكرانية الأخيرة على المصافي وبعض المدن الحدودية الروسية.

إنَّ الأضرار التي لحقت بالبُنى التحتية للطَّاقة خلال الحرب لها أيضًا عواقب اقتصادية: تُعتبر أوكرانيا دولةُُ مُصدِّرة للكهرباء، خاصة في الحقبة السوفيتية، بين السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، حيث جرى بناء العديد من محطات الطاقة النووية والفحم وأنظمة الطاقة الكهرومائية وخطوط النقل على أراضيها لبيع الطاقة إلى البلدان المجاورة. وَوِفقًا للتقديرات التي استشهدت بها صحيفة "نيويورك تايمز"، قبل الوباء، أنتجت أوكرانيا ما يقرب من ضعف الكهرباء المستهلَكة داخل البلاد وباعت معظمها إلى دول الاتحاد الأوروبي. وساعدت الأرباح التي حُصل عليها من بيع الطاقة في دعم الاقتصاد الأوكراني حتى خلال أشهر الحرب.