الإيطالية نيوز، الثلاثاء 19 مارس 2024 - تدّعي صحيفة روسية إن شعبية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس» أنها انخفضت إلى« مستوى بات ملحوظًا بعد هجوم 7 أكتوبر، مستبعدةً قدرته على الحفاظ على منصبه عند إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك لاعتبارات عدّة وتوقَّعت، بذلًا من ذلك، الشخصية الأكثر شعبية التي من المُحتمل أن ترأس السلطة الفلسطينية في الفترة القادمة.
وقالت صحيفة “إزفستيا” في مقال كتبه «بروخور دورينكو»: “يناقش الفلسطينيون تشكيل حكومة وطنية جديدة بمشاركة كافة الحركات، بما في ذلك حماس، في الانتخابات الرئاسية مقبلة. في الوقت نفسه، من الواضح أن دور القائد لن يُعطى لرئيس السلطة الفلسطينية الحالي، «محمود عباس»، الذي انخفض دعمه بشكل خاص منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل.”
ويرى كاتب المقال إنَّ السياسي الأكثر شعبية الآن هو «مروان البرغوثي»، المُعتقَل منذ أكثر من 20 عاماً. لذا، كما قالت حماس، لِـ "إزفستيا"، فإنها تسعى جاهدة لتحقيق إطلاق سراحه كجزء من تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي.
ويُعدُّ «مروان البرغوثي» أحد الشخصيات الرئيسية في فتح، ويطلق عليه بشكل غير محتشم إسم "نيلسون مانديلا الفلسطيني". انضمَّ إلى حركة فتح وهو في الخامسة عشرة من عمره، وانتُخب أميناً لها عام 1994. وأصبح البرغوثي أحدَ قادة انتفاضة الأقصى الثانية خلال الانتفاضة الفلسطينية القاتلة ضد الإجراء ات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
في عام 2002، اعتقلته إسرائيل بتهمة إنشاء جماعة مسلَّحة، "شهداء الأقصى"، نفذّت عمليات ضد المستوطنين والجنود الإسرائيليين. وحُكم على «البرغوثي» بخمسة أحكام مؤبَّدة و40 عاما في السجن. لكنه ينفي جميع التهم الموجهة ضده، بل يعتبرها تصفية سياسية للحد من تأثيره.
وسبق أن نشر المركز الفلسطيني للسياسات والأبحاث نتائج استطلاع للرأي، أظهر أن «مروان البرغوثي» هو الأكثر شعبية بين الفلسطينيين. ومع توقُّع مشاركة بنسبة %71 في الانتخابات الرئاسية، فإنَّه يحصل على %47 من الأصوات.
نحو الانتخابات
الصراع في غزة بين حماس وإسرائيل مستمر منذ أكثر من ستة أشهر. على الرغم من خطر التصعيد بسبب هجوم جيش الدفاع الإسرائيلي على رفح، بدأت العديد من الحركات الفلسطينية في مناقشة ليس فقط شروط الحكم في قطاع غزة ما بعد الحرب، ولكن أيضًا مسألة تشكيل حكومة موحدة. إلا أن تحقيق الوحدة السياسية يتطلَّب التوصُّل إلى اتِّفاق بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، المتمركزتين في غزة، مع فتح (وقوى أخرى داخل منظمة التحرير الفلسطينية) التي تُسيطر على السلطة في الضفة الغربية. وتحقيق ذلك، نظرا للتاريخ المعقَّد لعلاقتهما، أمرُُ صعبُُ للغاية. بدأ الصراع بين حماس وفتح مباشرة بعد فوز الأولى في الانتخابات البرلمانية عام 2006. وبعد مرور عام، اندلعت حرب أهلية بين هذه القوى السياسية، نتج عنها سيطرة حماس بشكل كامل على قطاع غزة.
وقد تحدّث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هَنيَّة، مؤخَّراً لصالح دعم عملية توحيد الشعب الفلسطيني. وقال: “نحن مهتمون أكثر من أي وقت مضى بوحدة الشعب الفلسطيني وإعادة هيكلته بكافة مكوناته السياسية والإدارية.”
واقترح ثلاث مراحل لتنفيذ هذه العملية: الأولى تتعلَّق بالمستوى الإداري ومراجعة المبادئ التوجيهية الوطنية داخل منظمة التحرير الفلسطينية من خلال انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني (أعلى هيئة في منظمة التحرير الفلسطينية، والتي من المُفترَض أن تُمثِّل مصالح الفلسطينيين في المنفى والضفة الغربية وقطاع غزة). وأضاف أنَّ المرحلة الثانية تكون اتفِّاقًا على تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقَّتة بمهام معيَّنة لحين إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. أما المرحلة الثالثة فهي التوصل إلى توافق حول برنامج سياسي مشترك للشعب الفلسطيني.
وأكّد هنية على التوصل إلى اتّفاق مع حركة فتح بشأن التقارب السياسي، وهو ما يتجلى في الموقف التالي: “من الضروري تحقيق إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، بالإضافة إلى حق العودة وتقرير المصير.”
لكن حسبما أشار الخبير الفلسطيني «أيمن الرقب» في مقابلة مع "إزفستيا"، يريد الفلسطينيون أولاً تشكيل حكومة تكنوقراط، لن تضم القوى الفلسطينية، بما في ذلك فتح وحماس. وهذه الهيئة هي التي تتولى إعادة تنظيم جميع المؤسسات الفلسطينية والإصلاحات والتحضير للانتخابات العامة للرئيس ونواب البرلمان.
وأكد «الرقب» أن “ولاية هذه الحكومة تنتهي بعد إجراء انتخابات المجلس التشريعي الذي سيمنح الثقة للحكومة الجديدة.” ومع ذلك، لا يقلُّ أهمية عن ذلك الاختيار المحتمَل لرئيس فلسطيني جديد، يكون قادرًا على العمل كحلقة وصل مُوحِّدة للفلسطينيين، وفي الوقت نفسه يكون قادرًا على إجراء حوار من منطق قوة مع إسرائيل. ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، أصبح لدى ثلاثة سياسيين فرصة لقيادة الفلسطينيين: «مروان البرغوثي»، و«إسماعيل هنية»، ورئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس».