الإيطالية نيوز، الأربعاء 13 مارس 2024 - في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي يوم أمس الثلاثاء، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية «جوسيب بورّيل» (Josep Borrell) إن إسرائيل "تستخدم الجوعَ كسلاح حرب" في قطاع غزة. أي أن «بورّيل» اتهم إسرائيل بتجويع السكّان المدنيين في غزة عمداً لتحقيق أهدافها العسكرية: قال إن نصف مليون شخص "على بعد خطوة واحدة من المجاعة" وأن "هذه ليست كارثة طبيعية، وليست زلزالاً أو فيضاناً، بل هي ناجمة بشكل مُصطَنَع".
إنَّ الوضعَ الإنساني في القطاع ينهارُ منذ فترة، لأنَّ المساعدات لا تصل بكميات كافية أو لا تصل على الإطلاق، وفي الأسابيع الأخيرة قالت السلطات المحلية إن عشرات الأشخاص ماتوا جوعًا. وأكدّت منظمات دولية مختلفة على أنَّ النقصَ الشديدَ في الغذاء ومياه الشرب والأدوية والضروريات الأساسية في القطاع يُسبِّبَ كارثةً ذات أبعاد مأساوية هائلة.
منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، فرضت إسرائيل حصارًا عامًا وضوابطًا صارمةً للغاية على كل ما يدخل إلى قطاع غزة، بما في ذلك المواد الغذائية والضروريات الأساسية. لعدة أشهر، اتَّهمت المنظمات الإنسانية التي تتعامل مع المساعدات في القطاع إسرائيل بإبطاء عمليات التسليم، في حين تُؤكِّد الحكومة الإسرائيلية أنه إذا لم تصل المساعدات إلى السُكَّان، فإن مشاكل التوزيع داخل القطاع هي السبب الرئيسي.
لكنَّ اتهام «بورّيل» لإسرائيل أكثر دقة وخطورة، لأن «بورّيل» يَدَّعي أن إسرائيل تقوم بتجويع سكان قطاع غزة طوعًا، أي أنَّها ترتكب جريمة حرب. ومن المؤكَّد أنها ليست المرة الأولى التي يَحدثُ فيها توجيه مثل هذه الاتهامات ضد إسرائيل منذ بدء الحرب، لكن «بورّيل» هو المسؤول الدولي الأعلى رتبة الذي جعلها صريحة إلى هذا الحد.
كان تجويع السكان المدنيين عمداً أسلوباً من أساليب الحرب المُستخدَمة على نطاق واسع حتى الحرب العالمية الثانية (فعل ذلك الجيش النازي ضد السوفييت، والجيش الأمريكي ضد اليابانيين)، ولكنه باتَ محظورًا ابتداءً من عام 1977، عندما جرى حظره من قبل الولايات المتحدة في "اتفاقية جنيف". ومنذ ذلك الحين، أصبح حِرمان السكان المدنيين من الوصول إلى الغذاء والماء حتى أثناء الحصار يُعتبَر "جريمةُ حربٍ".