يعمل «خليلوف» موظف بدوام جزئي في المسرح عندما لا يذهب إلى المدرسة. ويظهر في مقاطع الفيديو الخاصة بالمجزرة، الفتى وهو يقود مجموعة من المتفرِّجين نحو باب يؤدّي إلى مبنى مجاورٍ للمسرح. وطلب من الجميع التوجُّه «نحو المعرِض»، أي نحو المبنى الذي يستضيف حدثاً أخر. ثم هرب هو أيضًا. ولكنَّ فقط بعد التحقُّق من أن جميع الأشخاص قد مرُّوا من الباب إلى برِّ الأمان.
 |
روى «إسلام خليلوف» ما فعله خلال مذبحة موسكو. ونقلت صحيفة "كورييري ديلّا صيرا" كلماته اليوم: “في البداية سمعتُ بعض الأصوات الغريبة القادمة من الطابق الأول. اعتقدتُ أن مجموعة صاخبة قد وصلت.” لكنَّه فهم بعد ذلك ما كان يحدث: “أدركتُ أنَّني لو لم أتصرَّف على الفور لكنتُ قد فقدتُ حياتي وحياةَ كثيرين أخرين. لذا صرختُ في وجه الناس المرعوبين بأن يذهبوا في هذا الاتجاه، نحو المعرض، نحو المعرض.” قبل تعيينه كان قد أخذ دورة تكوينية بشأن إنقاذ الحياة: “في ذلك الوقت شرحوا لنا ما يجب القيام به في حالة الطوارئ، لذلك عرفت إلى أين آخذُ الناس للحفاظ على سلامتهم.” كما شاهد الفتى البالغ من العمر 15 عاماً المذبحة بأمِّ عينيه، إذ قال: “لقد أطلقوا النَّار على رَجُلٍ أمام عينيَّ. لا أستطيع التفكير في أي شيء أخر.”
شهادة «إسلام خليلوف»
«عندما وصلتُ أمام الباب المؤدِّي إلى المبنى الأخر، تخيَّلتُ الإرهابيين قادمين من الدُّرج أو المِصعد، ويقتلوننا جميعًا برصاصات رشاشة أو يَلقون قنبلةً يدويةً. لِحُسن الحظ أنَّ ذلك لم يَحدثْ، تمكَّنتُ من إخراج الجميع". لهذا حصل على جائزة النادي من عاصمة روسيا. فيما وعد مغني الراب الروسي «مورغنستن» (Morgensten) بالتبرع له بمليون روبل (نحو 10 آلاف يورو) مقابل عمله البطولي. ويُكرِّم الزعيم الروحي لمسلمي روسيا «رافيل غِيونوتين» (Ravil Gaiunutdin) أعماله خلال صلاة الجمعة في مسجد موسكو. كما تحدث الناجون من المذبحة عن بطل شاب أخر قام بنزع سلاح أحد الإرهابيين، وأنقذ العشرات من المتفرِّجين.
