تاريخ وتقنية المؤخرة الكبيرة - الإيطالية نيوز

تاريخ وتقنية المؤخرة الكبيرة

الإيطالية نيوز، الأحد 24 مارس 2024 - منذ عدة سنوات، وخاصة على إنستغرام، تغير النموذج الجديد للجمال الأنثوي بشكل جذري مقارنة بالنحافة الشديدة التي كانت سائدة في التسعينيات، أي جسد «كيت موس» النحيل والصغير. في حين، الموضة السائدة الآن، خاصة في الولايات المتحدة، هي ما يسمى "شكل الساعة الرملية": أثداء كبيرة على شكل فاكهة التفاح، وخصر رفيع، وأرداف واسعة، وفوق كل شيء، مؤخرة كبيرة ومرتفعة ومستديرة وبارزة. ولكن للحصول على مؤخِّرة مماثلة، فإن الاستعداد الوراثي والتدريب لا يكونان كافيين في كثير من الأحيان، وذلك أيضًا لأن صلابة الأرداف لا تصاحبها تلقائيًا استدارة مُزهرة: تلجأ العديد من الإناث اللواتي ترغبن في التشبّه بهذا النموذج إلى عمليات التجميل، كما فعل العديد من المشاهير وكما يمكن رؤيته بسهولة من صور عارضات الأزياء والمشاهير الصغار والمؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي.


يوجد العديد من عمليات جراحة الأرداف التجميلية التي تكون أكثر أو أقل توغَّلاً، ولكن توجد عملية واحدة كانت أكثر نجاحًا في السنوات العشر إلى العشرين الماضية، وتنتشر بسرعة أكبر من العمليات الأخرى وتسبَّبت أيضًا في القلق والجدل: هي عملية حشو الدهون في الأرداف، والمعروفة أيضًا بإسم "شدِّ المؤخرة البرازيلية" (BBL): هي عملية جراحية تتكوَّن من إزالة الدُّهون من أجزاء من جسم المريض - مثل البطن، الوَرْكين، الفخذين، الرُّكبتين، الذراعين - ومن ثَمَّ حقنُها في المؤخِّرة بهدف زيادة حجمها ورفعها ومنحها شكلًا مستديرًا لجعلها أكثر إحكامًا وإغراءً. إنها ليست عملية يمكن إجراؤها بسهولة: تُجرى باستخدام التخدير الموضعي وفي بعض الحالات التخدير الكلي، وتستمر من ساعتين إلى ست ساعات وتتطلَّب فترة نقاهة طويلة إلى حد ما لا تقلُّ عن ثلاثة أسابيع. ومع ذلك، فإنَّ لها ميزتين مهمَّتين: تجمع بين عمليتين في آن واحد، شفط الدُّهون وزيادة الحجم، مما يُسمح بشفط الدُّهون من الأماكن التي لا تريدها الفتاة المعنية  وتملأ مؤخِّرتها بنتيجة طبيعية.


بحلول الثمانينيات، أصبح شفط الدُّهون عملية شائعة لتحسين المظهر الجسدي وبدأ بعض جرَّاحي التجميل في إعادة حقن الدُّهون المُستخرَجة حيثما كانت هناك حاجة إليها. وأصبحت العملية أكثر شعبية في التسعينيات، عندما جرى تحديد إجراء قياسي في الولايات المتَّحدة لتسهيل تنفيذها. وتعليقًا على ذلك، كتبت صحيفة "الغارديان" أنَّ نقطة التحوُّل كانت في عام 2014، عندما أصبح "شدِّ المؤخرة البرازيلية" شائعًا من قبل العديد من المشاهير، في المقام الأول الوريثة والشخصية التلفزيونية «كيم كارداشيان»، التي ساعدت بجسمها على شكل السَّاعة الرملية ء مع ثدييها ومؤخرتها الضخمة وخصرها النحيف ء في تعميم هذا الشكل الجسدي ليصبح  فكرة جديدة لجمال المرأة. في ذلك العام بالتحديد، ظهرت في مجلة "پاپِّر"، وهي تحمل كأسًا من الشمبانيا على مؤخرتها. نفت كارداشيان دائمًا إجراء عملية جراحية في مؤخرتها ولكن القليل من يُصدِّقها.


الآن، وبفضل تأثيرها وتأثير النجمات الأخريات اللّواتي يتمتَّعن ببنية جسمانية مماثلة مثل «نيكي ميناج» و«كاردي بي» و«جينيفر لوبيز»، تعد عملية "شدِّ المؤخرة البرازيلية" واحدة من أكثر العمليات انتشارًا في الولايات المتَّحدة وتحظى بشعبية كبيرة، وإن كانت نتائجها أقلَّ وضوحًا أيضًا في ايطاليا.


تبدأ عملية حقن الدُّهون بشفطِ الدُّهونِ من مناطق الشخص، المعني بتجميل جسده، التي يوجد بها أنسجة دُهنية زائدة، كما أوضح «دانْييلّي فازانو»، رئيس مؤتمر الجمعية الإيطالية للجراحة التجميلية الترميمية والتجديدية (صيچپري)، الوحيدة المعترَف بها في مجال الجراحة التجميلية من وزارة الصحة. ثم يَحدثُ "تصفية" الدهون وتنظيفها من الدم والأجزاء الدُهنية وبالتالي حقنُها في مناطق الأرداف المتَّفقُ عليها مُسْبَقاً.


ويقول «فازانو»، الذي لديه عيادة في بولونيا: “يمكن أن يحدُثَ ذلك باستخدام المحاقن أو بطرق أخرى، على سبيل المثال باستخدام  المعدات نفسها التي جرى بها استخلاص الدُّهون وتنقيتها بأنظمة مغلَقة وإعادة حقنها  بالآلة نفسها ولكن بقنيات مختلفة. نحن نتحدُّث عن نحت الدُّهون لأنه يتم إدخاله بطريقة انتقائية ومستهدَفة.”


ويضيف «ماركو إيرا»، المتخصص في الجراحة التجميلية والترميمية والذي يعمل بشكل مستقل في معهد بريرا السريري في ميلانو، أنها “”عملية تُجرى أيضًا تحت التخدير الموضعي مع تسكين الألم. يتطلب أسبوع راحة وتطبيق غلاف احتواء لمدة شهر في المناطق التي خضعت للعملية وإيقاف النشاط الرياضي لمدة شهر.”


وكما يوضح «ماركو إيرا»: ” إن المضاعفات منخفضة للغاية وتتكون من التقيُّح أو الرفض، لأنها دائمًا ما تكون عبارة عن زرع أنسجة، وهي في هذه الحالة دهنية، وقد لا تتجذر. أما الندبات فهي أيضا صغيرة للغاية، نحو سنتيمتر واحد، بسبب دخول القِنية الصغيرة للشفط."


يوضح «فازانو» أيضًا أنَّه بعد العملية، يجب أن تظلَّ الدهون المحقونة "هادئَة ويجب أن يتم ترويتها جيِّدًا: يجب أن تظل مُنبطِحًا قدر الإمكان، مع رفع مؤخرتك في الهواء، من دون التحرُّك". في الواقع، تحتاج الدُّهون إلى وقت للتكيُّف والتجذُّر: يمتص الجسم منها نحو 30 إلى 50 بالمائة وتُطرَد عبر الجهاز اللمفاوي. ويجب على المعني الانتظار لمدة أسبوعين على الأقل لمعرفة النتيجة النهائية للعملية. مثل جميع التَدخُّلات الجراحية، يمكن أن تؤدّي عملية تكبير المؤخرة إلى مضاعَفات مُسبَقة، ولكن، كما يوضح «إيِّيرا»، "إذا حدثَ إجراؤها من قبل أفراد مرخَّصين، في بيئة طبية جراحية محمية، مع التقنية والإجراء المناسبين، فإنها تكون أقل بكثير".


ووفقًا لبحث أجرته "الجمعية الدولية للجراحة التجميلية التجميلية" (ISAPS)، في الفترة من 2015 إلى 2019، ارتفع عدد عمليات تكبير المؤخِّرة بنسبة 65.9 بالمائة في جميع أنحاء العالم: أسرع عمليات الجراحة التجميلية نمواً. في عام 2019 بلغت عمليات تكبير الأرداف ـ بالأطراف الصناعية أو بالأنسجة الدُّهنية ـ 479،451 عملية وارتفعت العملية إلى المركز التاسع في التصنيف العالمي للتعديلات لأسباب التجميل: في الأماكن الثلاثة الأولى كانت على التوالي تكبير الثدي وشفط الدُّهون ورأب الجفن (الذي يزيل الجلد الزائد من الجفون). 


مرة أخرى، وفقًا لـ "الجمعية الدولية للجراحة التجميلية التجميلية"، تم إجراء 4490 عملية تكبير الأرداف في إيطاليا في عام 2019.


جرى ابتكار "شدِّ المؤخرة البرازيلية" (BBL) في البرازيل، موطن المؤخرة المرتفعة والبارزة. وتعود أُبوَّة هذه الممارسة إلى الطبيب البرازيلي «إيفو بيتانغوي» (Ivo Pitanguy) (1926-2016)، المُلقَّب بـ”البابا” لمكانته في عالم الجراحة التجميلية. كان مشهوراً بحذره – ولم يؤكِّد قط شائعات عن تدخلاته لتجميل جسدي المغني والممثل الأمريكي «فرانك سيناترا» أو الممثلة الإيطالية «صوفيا لورين» – ونشاطه الخيري: سمحت له العمليات التي أُجريت على الأثرياء والملكيين والمشاهير بِشِراء جزيرة خاصة قبالة سواحل "ريو دي جانيرو"، بينما كان يجري في عيادته بالمدينة عمليات جراحية للفقراء مجانًا أو بأسعار مُخفَّضة.


قام «بيتانغي» أيضًا بعمليات تحسين الوجه وتكبير الثدي وتقليل الدُّهون في البطن، وفي عام 1964 نشر دراسة حول كيفية إزالة الجلد والأنسجة الزائدة للقضاء على ترهُّل الأرداف. وفي الوقت نفسه، في عام 1960، أسَّس أول قسم للجراحة التجميلية في العالم، إذ قام بتدريس تقنياته ـ بما في ذلك عملية تكبير المؤخِّرة، التي كان يقوم بها منذ أوائل الستينيات ـ للعديد من الجرَّاحين الشباب الذين نشروها إلى بقية العالم.


في عام 1969، كان الدكتور «آر جيه بارتلز» (RJ Bartels) أوَّل من قام بتوثيق جراحة تكبير المؤخِّرة في مجلة طبية: جرى استخدام غرسة ثدي من السيليكون لتصحيح ضمور الردف الأيسر للمريض. ويعود تاريخ أوَّل تكبير جمالي حصري للمؤخِّرة إلى عام 1973: أدّى نجاح العملية إلى إنتاج أطراف صناعية خاصَّة جري تحسينها في السنوات التالية. وبعد سنوات، كان الجَرَّاح الأرجنتيني «خوسيه روبلز» (José Robles) أول من قام بإدخال الأطراف الاصطناعية بين العصابات العضلية: كانت هناك مُضاعَفات أقل ولكن كان وضعها أكثر صعوبة، لذلك لم تنتشر هذه الممارسة على نطاق واسع و حُسِّنت لاحقًا عن طريق زرع غرسات قريبة من السطح. أدى هذا إلى تقليل عدد المضاعَفات، لكن الأطراف الاصطناعية يمكن أن تُغيِّر موضعَها أو يشعُر الشخص بأنها غير طبيعية عند الحركة. وهذه هي الطريقة التي انتشرت بها عملية "شد المؤخرة البرازيلية".


ومع الأخذ في الاعتبار الاختلافات بين العيادات المختلفة، تتراوح تكلفة حقن الدهون بين 6000 و8000 يورو، والتسلل بحمض الهيالورونيك من 4000 إلى 6500 يورو وتتراوح تكلفة عملية تجميل الأرداف مع الأطراف الاصطناعية من 8000 إلى 12 ألف يورو.