الإيطالية نيوز، الإثنين 18 مارس 2024 - نشأت أزمة جديدة في العلاقات، التي هي سيئة بالفعل، بين الجزائر والمغرب، البلدين الجارين، وذلك بتصعيد جديد من طرف المملكة التي قرّرت المغرب مصادرة بعض الممتلكات المملوكة للسفارة الجزائرية بالرباط المجاورة لوزارة الخارجية المغربية.
وينصُّ الإعلان، الذي نُشر في الجريدة الرسمية المغربية يوم 13 مارس، على أن "المنفعة العامة تقتضي مصادرة ستة عقارات"، يُعتقد أن ثلاثة منها مملوكة لجزائريين: قطعة أرض بمساحة 619 متر مربع، منزل سكني من طابقين به مكاتب إدارية بمساحة 630 متر مربع، وفيلّا من طابق واحد بإجمالي 491 متر مربع: هذه الأخيرة على وجه الخصوص، المبنى الذي يضم مكاتب السفارة ومقر إقامة السفير (على الرغم من أنه غير مُقيم فيه، حيث لا يوجد سوى قائم بالأعمال واحد في المغرب)، ويقع كلاهما في المجمع الجزائري المُطِل على وزارة الخارجية بالرباط.
من جهتها، أعربت الجزائر عن "إدانتها الشديدة" لخُطة المغرب مصادرة أصول السفارة الجزائرية بالرباط، متحدِّثة عن "مرحلة جديدة من التصعيد" مع الدولة المجاورة. وتحدثت وزارة الخارجية الجزائرية، في بلاغ لها أمس 17 مارس، عن "انتهاك صارخ" للاتفاقيات الدولية من قبل المغرب. واصفةً "هذا المشروع ينتهك مبادئ القانون والأعراف الدولية. وأضافت الوزارة أنَّ الجزائر تدين بأقصى الحزم محاولة النهب هذه، مع الاحتفاظ بحقِّها في الردِّ على هذه الاستفزازات بكل الوسائل المناسبة. وأخيرا، أفادت الوزارة أن الجزائر تستخدم كافة القنوات والوسائل القانونية المتاحة، ولا سيما في إطار الأمم المتحدة، لضمان احترام مصالحها.
بيان وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج pic.twitter.com/ycsBoK2XTr
— وزارة الشؤون الخارجية| MFA-Algeria (@Algeria_MFA) March 17, 2024
وتندرج هذه القضية في سياق التوتُّرات المتزايدة بين الجزائر والمغرب، اللذين يتقاسمان حدودا يزيد طولها عن 2000 كيلومتر، مغلَقةً منذ 1994 لأسباب أمنية. وبسبب تعَارُض المصالح، قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021 بعد اتِّهام جارتها بالتورّط في ”أعمال عدائية” ضدها، وهو اتِّهامُُ وصفه المغرب بأنه “غير مُبرَّر على الإطلاق”.
يتعلَّق النزاع الرئيسي بين البلدين الواقعين في شمال إفريقيا بحرص الجزائر على إنشاء دولة ظِل في الأقاليم الجنوبية المغربية لم يسمى بـ "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". للوصول إلى هذه الغاية، تدعم الجزائر وتسلح نشطاء منشقين عن الأقاليم الصحراوة الجنوبية للمملكة المغربية، والذين أسَّسوا حركة استقلالية أطلقوا عليها إسم "جبهة البوليساريو"، المدعومة من الجزائر منذ السبعينيات. وتدعم الرباط، التي تسيطر على ما يقرب من 80 بالمئة من هذه الأراضي، خطة الحكم الذاتي تحت سيادتها. وتدعو جبهة البوليساريو بدلا من ذلك إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة. علاوة على ذلك، فإن الجزائر، الداعمة للقضية الفلسطينية ، لا تفوّت أبدا فرصة للتنديد بتعاون المغرب المتزايد، خاصة العسكري، مع "الكيان الصهيوني"، أي إسرائيل.