الإيطالية نيوز، الإثنين 4 مارس 2024 - رفعت مجموعة مكونة من 143 امرأة من شعب "الإنويت"، اليوم الإثنين، في جزيرة "غْرينلاند" دعوى قضائية ضد الحكومة الدنماركية، متهمةً هذه الأخيرة بزرع وسيلة لمنع الحمل داخل أرحامهن من دون موافقتهن بين الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي: طلبت النساء الـ 143 من الحكومة الدنماركية تعويضًا إجماليًا يبلغ نحو 43 مليون كرونة (نحو 5 ملايين يورو).
ويُشكِّل مؤيدو الدعوى القضائية جُزءًا صغيرًا من آلاف النساء اللَّاتي يُعتقَد أنَّهنَّ وقعنَ في فخِّ برنامج نفَّذته الحكومة الدنماركية للحدِّ من عدد السكان الأصليين في "غرينلاند"، الجزيرة الكبيرة التي تُعتبَر منطقةُ حكم ذاتي تابعةً لمملكة الدنمارك منذ عام 1814.
وفي العام الماضي، طلبت مجموعة أخرى من النساء يبلغ عددهن 67 في هذه القضية نفسها، تعويضًا قدره نحو 40 ألف يورو لكل واحدة منهن للسبب نفسه.
أصبحت مسألة زرع وسائل منع الحمل من دون موافقة في الأعضاء التناسلية لنساء "الإنويت" معروفة للجميع منذ ستة أعوام عندما قالت إحداهن، ناجا ليبرث (Naja Lyberth)، علناً إنها زُرع لها لفائف منع الحمل بعد إجراء فحص طبي في المدرسة، عندما كانت مراهقة، من دون أن تُخبَر بذلك، ومن دون موافقة والديها.
وفي وقت لاحق، أنجبت ليبرث وغيرها من النساء أطفالًا، لكن العديد من النساء الأخريات عانيْنَ من مشاكل ولم يكنْ لديهنَ أي رعاية صحية. كما عانت بعض النساء لسنوات من الألم الحاد والنزيف الداخلي و من اٌلْتهابات في البطن، واضطرت العديد منهنَّ إلى الخضوع لعملية استئصال الرحم، وبالتالي لم يتمكن من إنجاب الأطفال.
في عام 2022، أنشأت الحكومة الدنماركية وحكومة غْرينلاند المُتمتِّعة بالحكم الذاتي، لجنة تحقيق مستقلة يتعيَّن عليها التعمق في ممارسات منع الحمل المطبَّقة في عْرينلاند بين عامي 1960 و1991، وهو العام الذي سيطرت فيه غْرينلاند على نظام الرعاية الصحية الخاص بها. وبدأت اللجنة عملها في مايو من العام الماضي، بعد تأخيرات عديدة، ومن المتوقَّع أن تنشر نتائجها في ربيع عام 2025.
لا أحد يعرف على وجه اليقين من أين تأتي كلمة "الإنويت". ومع ذلك، يُعتقد أنهم ينحدرون من مجموعة من الصيّادين وصيادي الأسماك الذين وصلوا من المناطق الآسيوية إلى أمريكا الشمالية منذ نحو 10 آلاف سنة. لا أحد يعرف على وجه اليقين من أين تأتي كلمة "الإنويت". ومع ذلك، يُعتقد أنهم ينحدرون من مجموعة من الصيّادين وصيادي الأسماك الذين وصلوا من المناطق الآسيوية إلى أمريكا الشمالية منذ نحو 10 آلاف شعب "الإنويت" (الاسم الحالي الذي يعني "الرجال")، والمعروفون أيضا بإسم "الإسكيمو"، (اسم قديم أطلقه عليهم هنود "ألغونكيان" ويعني "آكلة اللحوم النيِّئة")، يعيش في أقصى شمال الأرض، في القطب الشمالي. المناطق التي تخضع فيها الأراضي الشاسعة لمناخات قاسية للغاية بسبب الانخفاض الحاد لدرجة الحرارة. لقد كانوا ذات يوم بدوًا تمامًا ولم يكن لديهم أي اتصال بالعالم الخارجي. لقد عاشوا على الصيد وصيد الأسماك ولم يكن لثقافتهم أي غرض أخر سوى البقاء على قيد الحياة.
بدأ "الإنويت" في التغير بعد الاتصال بالبيض الذين ذهبوا إلى الأراضي الشمالية لاستخراج المعادن وتجارة جلود الحيوانات. كان التغيير الأول والمهم هو الانتقال من نمط الحياة النشط إلى نمط الحياة المستقر. قد يبدو الأمر غريبًا بالنسبة لك، ولكن بسبب هذه التفاصيل المبتذلة والبسيطة، لم يعد "الإنويت" اليوم "إنويت".