الإيطالية نيوز، الأحد 17 مارس 2024 - كما كان متوقَّعًا على نطاق واسع، فاز «فلاديمير بوتين» في الانتخابات الرئاسية في روسيا، الرئيس الحديدي الذي ظل في السلطة لمدة 24 عاما، مثله مثل أغلبية الحكام الأفارقة والأسيويين. بالإضافة إلى «بوتين»، كان هناك ثلاثة مرشحين من "الجبهة" حاضرين في صناديق الاقتراع.
بعد وقت قصير جدًا من إغلاق آخر مراكز الاقتراع في أقصى غرب البلاد، والذي حدث عندما كانت الساعة السابعة مساءً في إيطاليا (أغلقت مراكز الاقتراع في أوقات مختلفة اعتمادًا على المنطقة لأن روسيا لديها 11 منطقة زمنية مختلفة)، ظهرت بيانات "مسح اقتراع الناخبين" التي أظهرت فوز «بوتين» بنسبة بلغت نحو 88 بالمائة.
وقد أكّدت النتائج الرسمية الأولى الصادرة عن لجنة الانتخابات الروسية هذه النسبة: وبحسب ما أعلنته اللجنة فهي مبنية على نحو ثلث الأصوات التيجرى فرزها. وبلغت نسبة المشاركة ما يزيد قليلا عن 74 في المئة.
يُعدُّ الفوز بنسبة %88 هو الأكبر في تاريخ روسيا ما بعد الاتِّحاد السوفيتي (أي منذ عام 1991، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي): أراد «بوتين» مثل هذه النتيجة لإزالة أي فرضية سخط اتِّجاهه من جانب السُكّان وإظهار نفسه قويًا أمام بقيَّة العالم، ولا سيما دول الكتلة الغربية التي تدعم أوكرانيا في دفاعها ضد الغزو الروسي، والذي يحدث منذ أكثر من عامين حتى الآن. وعلى شاشة التلفزيون الحكومي الروسي أبلغ أحد الصحفيين عن النتائج قائلاً: "هذا مستوى لا يُصدَّق من الدَّعم والوِحدة حول شخصية فلاديمير بوتين" و"إشارة إلى الدول الغربية".
وفي هذا الصدد، سمحت الحكومة الروسية أيضًا، في هذه الانتخابات الرئاسية، للمناطق الأوكرانية الأربع، "دونْيِتْسَك" و"لوهانسَك" وزابوريجيا و"خيرْسون"، التي ضمتها روسيا في سبتمبر 2022، بالتصويت في استفتاء شعبي محلي: هنا النتائج الأولى للجنة الانتخابية، اعتمادا على المنطقة، تعطي «بوتين» نسبة تتراوح بين 88 و94 بالمئة.
يبلغ «بوتين» من العمر 71 عامًا، ويضمن له الفوز في الانتخابات الرئاسية، التي لم تكن محلَّ شكٍّ على الإطلاق، على الأقل رسميًا 6 سنوات أخرى في منصبه حتى عام 2030. وتكون هذه فترة ولايته الخامسة كرئيس: تمكَّن من الترشُّح مرة أخرى بفضل الإصلاح الدستوري الذي جرت الموافقة عليه في عام 2020، والذي يسمح له بالبقاء في السلطة لفترتين رئاسيتين إضافيتين بالإضافة إلى تلك التي شغلها بالفعل. في الواقع، مع الإصلاح جرى فَرْض حد فترتين رئاسيتين متتاليتين، ولكن حدثَ إعادة ضبط عدد ولايات «فلاديمير بوتين» السابقة، حتى يتمكن من البقاء في السلطة حتى عام 2036، عندما يبلغ من العمر 84 عاما.
وتُعطي النتائج الأولى مرشحي الجبهة الثلاثة الذين ليسوا بوتين بِنِسَبِ تصويت تتراوح بين 2 و5 بالمئة: كان هؤلاء هم «نيكولاي خاريتونوف» (Nikolai Kharitonov)، من الحزب الشيوعي، و«ليونيد سلوتسكي» (Leonid Slutsky)، من الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي اليميني، و«فلاديسلاف دافانكوف» (Vladislav Davankov)، من حزب الشعب الجديد، الذي يُعرِّف نفسه بأنه ليبرالي.
وفي تعليقه على هجمات الغرب ضده بسبب الفوز الكاسح الذي حققه في الانتخابات الرئاسية، قال «بوتين»: “إن رد الفعل السلبي للغرب على نتائج الانتخابات الرئاسية في روسيا كان متوقعًا.”
وتساءل: “ماذا كنتم تريدون منهم، أن يقفوا ويصفّقوا؟ إنهم يقاتلوننا، بجميع الوسائل المسلحة. وفي الوقت نفسه، أن أشيد بجميع هؤلاء الأشخاص، وليس أنا شخصيا، ولكن كل أولئك الذين يقاتلون من أجل تعزيز روسيا وسيادتها وزيادة قدراتها الدفاعية والاستقلال الاقتصادي والسيادة في مجال الاقتصاد والمالية.”