وبعد ظهر يوم السبت فقط - بعد عدة ساعات من الهجوم الذي وقع مساء الجمعة - ألقى «بوتين» خطابًا متلفزًا مدَّته خمس دقائق لم يُلقِ فيه اللَّوم صراحةً على أوكرانيا في الهجوم، لكنَّه قال إنه رغم ذلك توقَّف في المنتصف (هنا هو الترجمة الإنجليزية من وكالة رويترز للأنباء).
واعتقلت الشُرطة صباح السبت 11 شخصا يُشتبَه في مشاركتهم أو مساهمتهم في تنظيم الهجوم، وكان بينهم أيضا الرجال الأربعة الّذين اقتحموا المسرح وأطلقوا النار بداخله. وجرت الاعتقالات بالقرب من الحدود مع بيلاروسيا وأوكرانيا، على بعد نحو 500 كيلومتر من موسكو: كان المشتبَه بهم يفرُّون في سيارة "رينو" بيضاء.
وقال «بوتين» إن المسؤولين عن الهجوم اعتُقلوا وهم في طريقهم إلى أوكرانيا، حيث أفادت المخابرات الروسية أن هناك استعدادات لعبور الحدود. لكن أوكرانيا برّأت نفسَها على الفور من أي علاقة بالهجوم، وحتى وفقا للمخابرات الأمريكية لا يوجد دليل على تورِّطها: لاحظ من تشهد لصالح أوكرانيا.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع مساء الجُمعة عبر وكالة أنباء "أعماق" التابعة له. ووفقًا لمسؤولين أمريكيين أطَّلعوا على معلومات استخباراتية، جرى تنفيذ الهجوم من قبل "داعشءخراسان"، وهي جماعة إرهابية تابعة لتنظيم الداعش وتنشط بشكل رئيسي في أفغانستان.
وقال «بوتين»: "لقد أرادوا الاختباء وكانوا متَّجهين إلى أوكرانيا". «بحسب المعلومات الأولية، جرى إنشاء «نافذة» على الجانب الأوكراني لعبور الحدود». ولم يُقدِّم «بوتين» دليلاً على هذا الاتِّهام، وعلاوةً على ذلك، فإن الهروب بهذه الطريقة ليس حلاً سهلاً، لأن الحدود بين أوكرانيا وروسيا عسكرية للغاية، ومليئة بالألغام وخطيرة للسفر.
في خطابه، لم يُشر «بوتين» إلى داعشءخراسان (حيث يشير الحرف "خ" إلى خراسان، وهو إسم المنطقة التاريخية التي تضم أجزاء من باكستان وإيران وأفغانستان الحالية ودول أخرى في آسيا الوسطى) أو إلى داعش، الذي وأعلنت أيضا مسؤوليتَها عن الهجوم. وأشار الصحفي في صحيفة "نيويورك تايمز"، «بول سون»، إلى أنَّه حتَّى على التلفزيون الرسمي الروسي، فإنَّهم لا يتحدَّثون أبدًا عن داعش، ولكن غالبًا ما يتم بث استجواب المشتبَه به الذي يقول إنه هاجم المسرح من أجل المال.
وأضاف «بوتين» في خطابه أن الإرهابيين ذهبوا إلى مسرح "كروكوس" بهدف واضح وهو القتل بدم بارد، وقارنهم بالنازيين، وهو موضوع يعود إليه كثيرًا: "ومثلما ارتكب النازيون مجازر في الأراضي المحتلة في الماضي، فقد خططوا لمظاهرة وترهيب دموي". يُستخدم مصطلح النازية على نطاق واسع من قبل الحكومة الروسية، خاصة عند الغزو الذي بدأ في فبراير 2022 في أوكرانيا، وبالتالي يجب "إزالتها من النازية".