وتتباين الروايات الإسرائيلية والفلسطينية بشأن هذه المذبحة: تزعم السلطات في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حماس، أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على الحشد، ما أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص. وبدلاً من ذلك قال الجيش الإسرائيلي إن الناس لقوا حتفهم بسبب التدافع حول شاحنات المساعدات.
ووفقًا لإسرائيل أيضًا، أطلق الجنود الإسرائيليون النار على عشرة أشخاص فقط، بعد أن أمر ضابط كان مواجودًا في الموقع بإطلاق النار في الهواء وعلى أرجل أولئك الذين اقتربوا كثيرًا من الشاحنة الأخيرة في قافلة المساعدات.
وقال الجيش الإسرائيلي أيضا إنه أطلق طلقات تحذيرية في الهواء.
وقال آفي هيمان (Avi Hyman)، المتحدث بإسم الحكومة الإسرائيلية، إنَّه وفقًا لعملية جمع المعلومات بشأن هذه المسألة، قام سائقو شاحنات المساعدات بدهس الناس بالمركبات، ما أسفر عن مقتل العشرات.
إنَّ وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة أمرُُ صعب ونادر. وبسبب نُدرة الغذاء، يعاني الكثير من الناس من الجوع، ولا يتمكّن البعض من العيش إلا على علف الحيوانات منذ أشهر.
ووفقًا للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين)، دخلت ما يزيد قليلا عن 2300 شاحنة مساعدات إلى القطاع في فبراير، أي نصف تلك التي دخلت في يناير. كما يتباطأ دخول المساعدات بسبب عمليات التفتيش الطويلة التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية عند نقطتي الوصول الوحيدتين إلى القطاع، معبري "كرم أبو سالم" و"رفح"، في الجزء الجنوبي من قطاع غزة.
وبسبب الأوضاع الأمنية في المنطقة، توقّفت بعض الوكالات الدولية، بما فيها "برنامج الغذاء العالمي"، عن إرسال المساعدات إلى شمال القطاع في الأسابيع الأخيرة. وقال الجيش الإسرائيلي إن من المقرَّر أن تصل 30 شاحنة مساعدات إلى غزة هذا الصباح.
قال الرجل كامل أبو نحل، الذي حاورته وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء، إنه ذهب إلى مكان الحادث في وقت مبكر من صباح الخميس لأنه سمع أنه سيتم تسليم المساعدات. وقال إنه بمجرد وصولهم إلى هناك، أطلق الجنود الإسرائيليون النار على الحشد للمرة الأولى، وقاموا بتفريقهم. وبعد ذلك بوقت قصير، عاد المدنيون الفلسطينيون لمحاولة تلقي المساعدات. وفي تلك اللحظة أطلق الجيش الإسرائيلي النار مرة أخرى. وقال أبو نحل إنه أصيب هو أيضًا ويتلقى العلاج من إصابته بطلق ناري في مستشفى "الشفاء" في غزة.
وقال أحد الشهود لوكالة الأنباء الفرنسية إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على المدنيين الذين كانوا يصلون إلى الشاحنات لأنهم اقتربوا كثيرًا من الدبابات الإسرائيلية المتوقفة في الموقع.
وقال جاد الله الشافعي، مدير التمريض في مستشفى الشفاء بغزة، لقناة الجزيرة إن "غالبية القتلى والجرحى أصيبوا بطلقات نارية وشظايا في الرأس والجزء العلوي من الجسم".
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، صباح الخميس، إن أكثر من 30 ألف شخص استشهدوا منذ بدء الحرب. إن التحقق من الأرقام التي تقدمها الحكومة التي تسيطر عليها حماس أمر مستحيل في الوقت الحالي، ولكن في الماضي كانت تقديراتها مشابهة جدًا لتلك التي قدمتها إسرائيل والأمم المتحدة وخبراء مستقلون.